
(شبكة دار نيوز الإعلامية ـ مركز الأخبار)
بعد سقوط نظام الأسد البائد منذ أشهر كان كافياً للسوريين بمختلف قومياتهم وأديانهم وطوائفهم وكذلك للكثير من المحيط العربي وأيضاً للكتّاب والسياسيين والدبلوماسيين الأوربيين بشكل خاص والرأي العام الأوربي بشكل عام أنَّ من جاء إلى الحكم في سوريا. إرهابيون، قتلة، يأخذون بسوريا نحو المجهول وذلك بعد أن عانى الشعب السوري بعد أكثر من أربعة عشر عاماً من القتل والتنكيل والتهجير والتدمير.
يرى هؤلاء أن خلاص الشعب السوري للعيش بسلام وأمان وكذلك الحفاظ على وحدة التراب السوري ووقف المطامع الاحتلالية وعلى رأسها تركيا فليس أمامهم سوى حل واحد دون غيره هو أن يقود المرحلة الانتقالية السورية القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي.
في منشور على حسابه الرسمي على منصة “إكس”، كتب كريم مارسيلو فرانشيسكي (ناشط وكاتب وجندي إيطالي سابق) أن “اصوات الدروز ترتفع مطالبين بمظلوم عبدي لقيادة الحكومة الانتقالية في سوريا، بدلاً من أحمد الشرع. تُردد نداءاتهم صدى صرخات يائسة سابقة أطلقها شيوخ العلويين خلال مرحلة الإبادة الجماعية التي اجتاحت الساحل”.
وأضاف الناشط والكاتب الإيطالي أنه التقى أول مرة بمظلوم عبدي عام 2015، عندما كان عضواً في وحدة قناصة كوباني، ويتابع بالقول: “حضرتُ إحاطة القادة. لم أكن أرفع رتبة أممية (كان شرفان، قائد فوج طابور ٢٢٣ الأسطوري، يحمل هذا الشرف)، لكنني أتذكر عبدي بوضوح. كان يرتدي نفس الزي العسكري الذي لا يزال يرتديه حتى اليوم، لا ميداليات، نشأ على الشاي والخبز، وعلى القرابين النادرة لحياة حرب الكريلا في الجبال. لم يتزوج قط. اختار حياة العزوبة والتفاني. ولم يضل الطريق أبدًا.
كريم فرانشيسكي، قاتل مع وحدات حماية الشعب ( YPG ) ضد تنظيم الدولة الإسلامية ( داعش) في مدينة كوباني . ألّف كتاب ” المقاتل” (Il combattente )، وهو قصة إيطالية عن معركة كوباني، ونشرته دار نشر “بور ريزولي”. في عام 2017، شارك فرانشيسكي في تحرير الرقة كقائد لواء دولي ضمن وحدات حماية الشعب ، وهي وحدة مكونة من متطوعين غربيين انضموا إلى القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
يقول الكاتب الإيطالي لا تزال تلك اللحظة عالقة في ذهني؛ ليس فقط كإحاطة تكتيكية، بل كإعلان. قال مظلوم عبدي:
“لن ننتصر بالقوة. هذه ليست حرب قوة. القوة لا تصنع الحق. وهناك من هم أقوى. ننتصر لأننا عادلون. لأن الشعب معنا. نقاتل من أجلهم – كرد، عرب، إيزيديون، مسلمون، مسيحيون، أرمن، يهود، شيشان، تركمان… في تلك الكلمات، سمعتُ ما هو أبعد من المنطق العسكري: سمعتُ رفض الهيمنة كوجود، ورفض السيادة كعقيدة عنف. سياسة لا تتجذر في التعالي، بل في التراب والعرق والبقاء المشترك”.
يُسلّط كريم فرانشيسكي الضوء على الفارق الكبير بين مظلوم عبدي وقواته وبين أحمد الشرع وقواته. قائلاً: لم تأتِ صور المجازر والتطهيرات والانتهاكات ولو لمرة واحدة من الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. ولا حتى من سجون داعش، حيث يُحتجز أسوأ الظالمين بكرامةٍ تفوق ما يُقدمه مرتزقة الجولاني للمدنيين.
يختتم الكاتب الإيطالي والمقاتل السابق في صفوف وحدات حماية الشعب بالقول “الآن يتطلع العالم نحو روج آفا. ومع انهيار سراب الإمبراطورية، يبقى بصيص نور. سياسة لا تعتمد على الاستيلاء، بل للعيش، ثورة هادئة، تغذيها الأرض، والشعب، واليقين بأن العدالة لا تُصرخ، بل تتجذر… ربما يكون هذا هو الأمل الأخير للحفاظ على سوريا موحدة”.