الأخبار

صدام أمني وعمليات اغـ ـتيـ ـال وشيكة نتيجة خلافات بين الجـ ـولاني ومجلس الشورى في تحـ ـرير الشـ ـام

شهدت الفترة الأخيرة بروز خلافات واضحة بين الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، ومجلس الشورى التابع للهيئة. تتعلق هذه الخلافات بعدة نقاط محورية تعكس التوترات الداخلية والاختلافات في الرؤى الاستراتيجية، أبرزها التوجه الجديد للجولاني نحو الاقتراب من التحالف الدولي لمكافحة داعش. من شأن ذلك أن إلى حصول صدامات أمنية وعمليات اغتيال إلى جانب انشقاق مجموعات ذو نفوذ قوي داخل الهيئة وتقوية مواقعها وتحصيناتها الدفاعية لحماية نفسها من قصف التحالف الدولي تحسباً من تسليم إحداثيات مواقعها بسبب انعدام الثقة مع الجولاني

رفض التوجه نحو التحالف الدولي

تشير المعلومات المتداولة إلى رفض مجلس الشورى القاطع للتوجه الجديد الذي يسعى الجولاني لتحقيقه، والذي يتمثل في الاقتراب من التحالف الدولي لمكافحة داعش. يعتبر أعضاء المجلس، وخاصة من يمتلكون خلفيات شرعية أو عقائدية، أن هذا التحرك يهدد هوية الهيئة ويقوض الأسس التي قامت عليها. هم يعتقدون أن هذا التوجه يتجاوز التفويض الشرعي والتنظيمي الممنوح للجولاني.

صدام أمني وعمليات اغتيال 

ويرى مختصون في الجماعات الإسلامية أن الخطوة التي اتخذها الجولاني في الوقوف إلى صف التحالف الدولي، سيزيد من عمق الخلافات، حيث من شأنه خلق معسكرين داخل الهيئة، الأول يدعم الجولاني، والثاني يعارضه بشدّة.

ووفقاً للمختصين، هذا الانقسام يزيد من احتمالات الصدام الأمني أو التغييرات القيادية المفاجئة، كما يرفع من مخاطر محاولات الاغتيال أو التصفية بين الأجنحة، خاصة إذا تصاعدت الاتهامات بالخيانة أو التفريط في المبادئ.

حساسية القادة ذوي الخلفية الداعشية

يرى المختصين في الجماعات الإسلامية أن هناك سبب آخر هام لدى القيادات في هيئة تحرير الشام ينبع من تخوفهم من توقيع الجولاني الانضمام إلى التحالف الدولي لمكافحة داعش، وهو أن الكثير من قيادات الهيئة ذو خلفية سابقة في تنظيم داعش وهم الآن داخل الجسم الأمني والعسكري للهيئة، وهو ما يجعلهم أكثر حساسية تجاه التحالف الدولي. هؤلاء القادة يرون أن أي نوع من التعاون، حتى لو كان غير مباشر، مع التحالف يشكل تهديداً مباشراً لهم، مما يعمق الشرخ داخل البنية القيادية ويزيد من احتمالات الاعتراضات والصراع المسلح.

تصفية التيار المناهض داخل الهيئة 

يحاول اليوم الجولاني الانفتاح على والحوار مع جهات إقليمية ودولية بهدف الحفاظ على السلطة، وحتى يتمكن من تحقيق ذلك فهو لا يمتلك إلا طريقاً واحداً لسلوكه. هذا الطريق الذي يعيق مسيرته يتمثل في التيار الإسلامي المتشدد داخل الهيئة، لذا اختار الجولاني الانضمام التحالف، لكن من الواضح أن طريق الجولاني ليس سهلاً كما يعتقد، فالقيادات المناهضة له لديهم أعضاء متواجدين في وزارات الدفاع والداخلية والأمن والاستخبارات ومن السهولة أن يعلنوا انقلاباً عسكرياً.

وسبق أن طالب قادة معارضين للجولاني في التيار الإسلامي داخل هيئة تحرير الشام إلى انسحاب الأخير من التحالف وطرد الممثل الأمريكي من المنطقة، إلا أن هذه المطالب لم تتحقق.

ومن بين القادة الذين طلبوا من الجولاني هم:

إبراهيم الرفاعي، المقرب جداً من أحمد الشرع خلال عملية ردع العدوان.

الشيخ قاسم صالح السلجة.

الشيخ راشد المصري الصاور.

الشيخ محمد عثمان الجاروف.

الشيخ طعمة سليم الهمشري.

الشيخ أبو عبد الرحمن التركي – رجب ليغاز.

الشيخ أبو محمد الإدلبي – أحمد حاج درباس.

يبدو أن الخلافات الداخلية بين الجولاني ومجلس الشورى في هيئة تحرير الشام تعكس توترات أعمق داخل الهيئة، حيث يتصارع الجانبان حول الهوية والتوجهات المستقبلية للهيئة في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية. هذه الخلافات قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في التركيبة القيادية للهيئة وتأثيراتها على الأرض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى