
في مشهد يبدو أنه سيُعيد تكرار ما حصل خلال السنوات السابقة من اشتباكات عنيفة بين هيئة تحرير الشام والفصائل الموالية لتركيا قبل انهيار نظام بشار الأسد وخاصةً في مدينة عفرين وأعزاز بريف حلب الشمالي، لكن هذه المرة ستكون الساحة الساخنة بين الطرفين هي مدينة “سري كانيه/ رأس العين”.
وفي هذا السياق، أكدت مصادر مطلعة أن هيئة تحرير الشام تستعد إلى إدخال نحو 1500 من عناصرها إلى مناطق رأس العين المحتلة من قبل تركيا والفصائل الموالية لها.
وذكرت المصادر أن تحرير الشام تعمل على تنظيم دورة تدريب عسكرية لنحو 1500 عنصر من الهيئة في معسكرات تابعة لها بمدينة إدلب والتي من المتوقع أن تنتهي خلال أيام قليلة على أن يتم نقلهم إلى رأس العين بهدف بسط سيطرتها عليها وإضعاف النفوذ التركي والفصائل الموالية لها خلال المرحلة الحالية على أن يتم إنهائها كاملاً بعد تثبت نقاطها وقوتها العسكرية.
وأشارت المصادر أن قيام تحرير الشام بهذه الخطوة سيؤدي إلى نشوب صراع قد يتطور إلى مواجهات مسلّحة واشتباكات دامية بين الهيئة والفصائل تعيد إلى الأذهان ما حصل بين الطرفين قبل سنوات، خاصةً أن الفصائل تتلقى الدعم المباشر من تركيا التي ترفض بدورها أي مخطط يفضي في النهاية إلى إخراجها من رأس العين أو إضعاف سيطرتها.
وذكرت المصادر أن قيام هيئة تحرير الشام على اتخاذ هذه الخطوات ومعرفتها سابقاً بالرفض المسبق لتركيا يشير إلى أن الهيئة تلقت التعليمات والدعم من جهات إقليمية من ضمنها السعودية التي تشهد حالة صراع دائمة مع تركيا سواءً في الملف السوري أو غيره، فالدولتين “السعودية وتركيا” ورغم التحسن النسبي في العلاقات الدبلوماسية إلا أن التنافس الخفي وإعادة إحياء سباق النفوذ لا يزال قائماً ولكن بأدوات جديدة ومختلفة.
فتركيا ترى سوريا الجديدة امتداداً لنفوذها الإقليمي، وصعوداً لمحور إسلامي، يمكن أن يحقق أطماعها التاريخية في قضم أجزاء من سوريا وإلحاقها بتركيا، فيما تحاول السعودية قطع الطريق أمام تركيا واحتواء سوريا وإعادتها إلى الحضن العربي خاصةً وأن السعودية ترى نفسها زعيمة العالمين العربي والإسلامي السني والتي تحاول تركيا انتزاعها منها.




