
(شبكة دار نيوز الإعلامية ـ وائل الغانم)
بعد الاستفزازات المتكررة وخروقات وقف إطلاق النار من قبل فصائل موالية للاحتلال التركي والمنضوية في صفوف وزارة الدفاع لدى سلطة الجولاني، والتي هاجمت مناطق شمال وشرق سوريا لأكثر من 25 مرة استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة إضافة إلى هجمات برية وأخرى محاولة عبور نهر الفرات للهجوم على قواعد لقوات سوريا الديمقراطية في دير الزور، حيث تسببت تلك الهجمات بإصابة أكثر من 11 مدنياً بجروح ووقوع أضرار كبيرة في المناطق الآهلة بالمدنيين.
مرتزقة تركيا بدأت في الآونة الأخيرة تحشيدات عسكرية شملت مناطق عديدة منها دير الزور ودير حافر وسد تشرين وتل تمر، فضلاً عن تحركات مريبة في محيط حيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب، في مخالفة صريحة وواضحة لاتفاقية 10 آذار التي حصلت بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، ورئيس المرحلة الانتقالية السورية المؤقتة أبو محمد الجولاني.
قسد تتأهب وتُعزز قدراتها العسكرية
وعلى خلفية هذه الخروقات والانتهاكات، بدأت قسد تتأهب القتالي في جميع مناطق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، تحسباً لأي سيناريو تصعيدي أو هجوم محتمل من قبل مرتزقة الاحتلال التركي و الجولاني.
وبحسب المصادر، فإن قوات سوريا الديمقراطية بدأت بتعزيز مواقعها بشكل جيد وباشرت بالتجهيزات العسكرية من خلال نشر أسلحة ثقيلة وبعيدة المدى من صورايخ ومدافع، إلى جانب الطائرات المسيّرة التي أثبتت فعاليتها في شد تشرين قبل أشهر وتطوير طائرات مسيّرة أكثر فعالية لم تُستخدم بعد حيث تمتلك “قسد” تجارب كبيرة وخبرات عملية هائلة اكتسبتها على مدار السنوات الماضية، ولم تكتفي بذلك، بل زادت من خبراتها وطوّرت من أنظمة دفاعاتها بشكل مثير إلى جانب الاحترافية الموجودة لدى قواتها والموزّعة على مجالس عسكرية ووحدات خاصة.
عمليات جوية… تدريبات مشتركة بين قسد والتحالف
تعد العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية علاقة استراتيجية مبنية على التعاون على المدى الطويل، حيث يُقدّم التحالف الدولي الدعم العسكري واللوجستي لقسد، إضافةً إلى التدريبات العسكرية المشتركة بينهما سواءً التدريبات الأرضية واستخدام الذخيرة الحية في قواعد التحالف وقسد، أو العمليات الجوية.
وأعلن التحالف الدولي استكمال تدريب قوات سوريا الديمقراطية وبقية القوات الشريكة على مهارات “الهجوم الجوي”، وذلك في إطار تعزيز قدراتها القتالية ورفع جاهزيتها في مختلف مجالات العمل العسكري.
وأكد التحالف أن هذا التدريب يهدف إلى تمكين القوات الـشريكة من الحفاظ على فعاليتها الميدانية وضمان قدرتها على مواجهة التحديات الأمنية، بما يسهم في ترسيخ الاستقرار وحماية الأمن في المنطقة.
وتأتي التدريبات المشتركة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف الدولي لضمان أعلى مستويات الجاهزية القتالية ومواجهة أي تهديدات من شأنها أن تزعزع استقرار أمن المنطقة من أي جهة كانت حتى ولو كانت تلك الجهة هي قوات حكومة الجولاني.
تعزيز قدرات قسد وتدمير أسلحة الجولاني
قسد برز اسمها وسطع شمسها لكونها حاربت أعتى التنظيمات المتطرفة الإرهابية في العالم وهي تنظيم داعش وكسرت شوكتها ودمّرت خلافتها المزعومة وذلك نيابةً عن العالم بأسره، لهذا فإن الشراكة بين قسد ودول التحالف الدولي هي استراتيجية.
لهذا فإن الدعم العسكري واللوجستي المقدم لقوات سوريا الديمقراطية هي جزء يسير من امتنان دول التحالف لقسد على ما قدّمته من خدمةً للبشرية من تفكيك خلافة إرهابية كانت تُشكّل كابوساً للعالم.
الدعم العسكري إلى قسد يستمر بالتدفق بشكل مستمر، تشمل أنزمة دفاع جوي وأسلحة ثقيلة ومعدات عسكرية وتقنيات متطورة، في المقابل. فإن نقاط قوات الجولاني تتعرض بين الحين والآخر إلى التدمير، حيث شهدت مستودعات الذخيرة والصواريخ خلال تموز الفائت لوحده إلى خمسة استهدافات وتم تدميرها بشكل كامل.
أميركا ستضطر لاستخدام القوة الجوية ضد الجهاديين
من جانبه، قال الدكتور وليد فارس مستشار السياسة الخارجية السابق للرئيس الأمريكي ترمب، في منشور على حسابه في منصة إكس: هاجم الجهاديون ـ في إشارة إلى مرتزقة الاحتلال التركي المنضوية ضمن صفوف وزارة الدفاع لدى سلطة دمشق ـ مواقع قوات سوريا الديمقراطية خلال الساعات الماضية. بموجب بروتوكولات الدفاع المشتركة ضد داعش، ستضطر القوات الجوية الأمريكية إلى الرد على الجهاديين.
واختتم “فارس” منشوره بالقول: لا تضربوا حلفاء الولايات المتحدة لمساعدة الجهاديين.
قسد… قوة عسكرية كبيرة وحامية للجميع
خلال اجتماع عبر تقنية الفيديو بين عضو الكونغرس الأمريكي إبراهام حمادة والجنرال مظلوم عبدي، أوضح “حمادة” أن قوات سوريا الديمقراطية عنصر أساسي في مستقبل سوريا.
وأضاف أن قسد أكثر من 100,000 مقاتل — من العرب والكرد والسريان والآشور — تم تدريبهم على يد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، مما يجعلها جزءًا أساسيًا من مستقبل سوريا.
ولفت عضو الكونغرس الأمريكي إبراهام حمادة أنه على مدار أكثر من عقد، قامت قسد بحماية الثلث الشمالي الشرقي من سوريا، وأسست نموذجًا لا مركزيًا يحمي المسيحيين والعرب والكرد وغيرهم.
دعم عشائري لا محدود لـ “قسد”
لسنوات حاول نظام الأسد البائد إثارة النعرات القومية والطائفية في شمال وشرق سوريا، عبر تأليب العشائر العربية ضد قوات سوريا الديمقراطية، إلا أنها وفي كل مرة كانت تصطدم بحاجز منيع تُفشل فيها كل مخططاتها لزعزعة أمن واستقرار هذه المناطق.
بعد انهيار نظام الأسد، لم ينتهي هذه المخططات الخبيثة التي تحاول جر مناطق إقليم شمال وشرق سوريا إلى الاقتتال الطائفي وبث حالة الفوضى واللااستقرار، كالحاصلة في مناطق سيطرة سلطة الجولاني عبر محاولة تأليب العشائر، لكن كان الرد من قبل العشائر العربية في شمال وشرق سوريا حازماً ضد هذه المحاولات الخبيثة وأكدوا أن مناطقهم “خط أحمر” وأنهم جزء لا يتجزأ من قوات سوريا الديمقراطية وامتزجت دماء العرب والكرد والسريان مع بعضها البعض دفاعاً عن ترابها.
مستشار قبيلة الجبور الشيخ أكرم محشوش، في تصريحات إعلامية قال أن قسد تمثل أبناء المنطقة وهي قوة وطنية ومن جميع أبنائها وأن الجميع يقف معها من مختلف المكونات.
وأضاف أكرم محشوش ” نحن كعشائر في مناطق شمال وشرق سوريا، نحن على الأرض ونمثل مناطقنا، ومن هو خارج هذه الأرض لا يمثل قراراتنا ولا يمثل إرادتنا”.
أما ممثل قبيلة الشرابين في مقاطعة الجزيرة الشيخ أحمد محمد الخضر قال أن قسد كانت درع هذه المنطقة في وجه مرتزقة داعش، وقدمت آلاف الشهداء، ومن بين هؤلاء الشهداء، شهداء من قبيلتنا.
وأضاف أن قوات سوريا الديمقراطية ليست قوات كردية فحسب، بل هي مشروع وطني جامع، قائلاً: الحقيقة أن قسد تحتضن جميع المكونات، وتحترم إرادة العشائر، وتحافظ على أمن واستقرار مناطقها.
ولفت الشيخ أحمد محمد الخضر أن من يسعى لتفريقنا إنما يخدم أجندات خارجية لا تريد الخير لسوريا. ومحاولات إحداث الشرخ بين العشائر العربية وقوات سوريا الديمقراطية ليست جديدة، ولكنها فشلت بفضل وعي المجتمع وتمسكه بوحدته.




