
أطلق الفنان السوري سميح شقير، صاحب الأغنية الشهيرة “يا حيف”, عملاً فنياً جديداً بعنوان “شساوا فيني” تعبّر عن عمق جراح مدينته ومعاناة أهلها عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة وسكانها في تموز العام الجاري.
سميح شقير، الذي عُرف بأغانيه الثورية ومواقفه الجذرية ضد نظام الأسد منذ بداية الأزمة السورية، كان قد طرح عمله الفني حينها “يا حيف” التي أطلقها مع بدايات الحراك الشعبي عام 2011. بسبب المجازر التي ارتكبها نظام الأسد البائد.
لكن بعد انهيار النظام السوري السابق ووصول تحرير الشام إلى السلطة وقيامها بارتكاب المجازر بحق أبناء الطائفة العلوية، خرج الفنان سميح شقير بأغنية جديدة “مزنر بخيطان – غزوة همج” معلناً رفضه لما تقوم به هذه السلطة الجديدة العقائدية المتطرفة، واصفاً ما حدث بعد سقوط نظام الأسد مجرد تبديل للطرابيش.
لم تكتف سلطة الجولاني بارتكاب المجازر في الساحل، بل واصلت إرهابها ليشمل الدروز وبشكل خاص في محافظة السويداء، جنوبي سوريا، وارتكبت المجازر بحقهم.
ما جرى مجدداً في السويداء، دفع بالفنان السوري سميح شقير، إلى إصدار أغنية جديدة، حملت عنوان “شساوا فيني”، عبّر من خلالها عن وجع ومعاناة أهالي السويداء عقب الأحداث الدامية التي شهدتها المدينة.
الأغنية الجديدة جاءت كصرخة وجع ووفاء للسويداء، وفي الوقت نفسه كرسالة تحدٍّ في وجه كل من حاول الاعتداء على سكانها. وتحمل كلماتها تأكيداً على أن الكرامة والحق لا يُهزمان مهما اشتدّت الجراح.
وشهدت مدينة السويداء منذ 13 تموز الماضي اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلّحة تابعة لسلطة الجولاني في سوريا وأخرى محلية من أبناء المدينة، استمرت نحو أسبوع، وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن ألفي شخص، بينهم نساء وأطفال، بعضهم أُعدم ميدانياً. كما رافقت الأحداث عمليات تهجير قسري، وحرق للمنازل، إضافة إلى أعمال نهب وسرقة.
وسميح شقير فنان سوري ينحدر من قرية القريا التابعة للسويداء، عُرف بأغانيه الوطنية والثورية والإنسانية، كتب معظم نصوصه ولحّنها بنفسه. قدّم أعمالاً غنائية ناقدة وساخرة، مثل ألبوم “قرص زماني”، كما لحّن موسيقى تصويرية لعدد من المسرحيات والمسلسلات، أبرزها أعمال محمد الماغوط ومحمود درويش.
وفي وقت سابق من الشهر الفائت، شنّ الفنان والمعارض السوري المعروف سميح شقير هجوماً حاداً على الحكومة الانتقالية في سوريا، وخصّ جمهورها من “الشبيحة” بانتقاد أكثر قسوة، متهماً إياهم بنشر الكراهية والتطرّف ورفض النقد.
فجيعته من السلطة:
ولم يعلّق شقير آمالاً على السلطة الحالية بسبب بنيتها العقائدية المتطرفة وفشلها في تجاوز الفكر الفصائلي لبناء دولة تحتضن السوريين جميعًا.
وكتب شقير في منشور شخصي على صفحته الرسمية على الفيسبوك: “فجيعتي ليست بالسلطة الحالية، لأني لم أعلّق عليها الآمال أصلاً، بناءً على فهمي لبُنيتها العقائدية المتطرفة، وغير القادرة على تجاوز فكرها الفصائلي والإقصائي للوصول إلى منطق الدولة، لبناء دولة تحتضن كل السوريين”.
الخيبة من “الشبيحة”:
وجّه شقير انتقاداته إلى “عدد هائل من شبّيحتها” الذين يتجاوزون السلطة في تطرفهم ويملأون الفضاء العام بوسائل التواصل بروح الكراهية وتحقير بقية المكونات، بمنطق الغلبة والاستعلاء، والذين يرفضون أي نقد لهذه السلطة، بالرغم من فشلها في معظم الملفات، ويهلّلون طوال الوقت لإنجازها الوحيد: ‘نحنا الدولة ولاك’”.
تبديل “الطرابيش”:
اعتبر شقير ما حدث بعد سقوط نظام الأسد مجرد تبديل للطرابيش، ولم يلوحفي الأفق حل للمعضلة الوطنية.



