
ذكرت مصادر مطلعة معلومات خطيرة حول صفقة تدريب عسكرية بين أوكرانيا وسلطة الجولاني، تتضمن تدريب فصائل سوريّة موالية للاحتلال التركي على استخدام مسيّرات أوكرانية. الأمر الذي يعيد إلى الأذهان الخلافات التركية الروسية في سوريا، وما إذا كان الهدف من هذه التدريبات هي روسيا نفسها.
اتفاق عسكري.. شراء مسيّرات أوكرانية
وذكرت المصادر أن سلطة الجولاني عقدت صفقة عسكرية مع أوكرانيا تتضمن شراء منظومة طائرات بدون طيار أوكرانية، وبشكل خاص المسيّرات الانتحارية من نوع “دراغون” المعروفة باسم (التنين) و”مافيك” الأوكرانية، بمدى 50 كيلومترًا. صُممت هذه الطائرات لاستهداف الأسلحة الثقيلة والمواقع والأنفاق.
دورة تدريبية في مطار كويرس.. بإشراف ضباط أوكرانيين
وبحسب المصادر من المقرر أن تبدأ قريباً دورة تدريبية في مطار كويرس العسكري في محافظة حماة، حيث من المقرر أن يُشرف ضباط أوكرانيين على تدريب العناصر على آليات تشغيل المسيّرات، وكذلك على التسلل والهجوم.
معلومات مثيرة… أعضاء الدورة التدريبية فصيل مقرب من تركيا
وبحسب المعلومات فإن العناصر المقترحون لتلقي التدريب على تشغيل المسيّرات الأوكرانية هم عناصر الفرقة 62 من الجيش السوري الجديد، لكن المثير أن هذه الفرقة هي نفسها فصيل العمشات، الذي يقوده المدعو محمد جاسم أبو عمشة. وهو فصيل موالي لتركيا وسبق لعناصره أن تلقوا تدريبات عسكرية على يد الجيش التركي.
شكوك حول الأهداف الحقيقية للاتفاق
مراقبون ومطلعون يرون أن إقدام أوكرانيا على تدريب فصيل موالي لتركيا وسبق أن تلقى دورات تدريبية على يد الجيش التركي أمر مثير للشكوك. خاصةً إنه معروف أن أوكرانيا سبق أن شاركت في تدريب مجموعات عسكرية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) على الطائرات المسيّرة، وشكلوا منهم قوة تُسمى “شاهين”، إلا أنها المرة الأولى التي تشارك في تدريب قوات موالية لتركيا.
هل القواعد الروسية هي الهدف
من المعروف لدى المراقبين أن حرباً غير معلنة وصراع نفوذ خفي يدور بين روسيا وتركيا في سوريا، وقد تصاعد الخلاف مؤخراً بعد زيارة الجولاني إلى روسيا، وتنامي النفوذ الروسي مجدداً، الأمر الذي يهدد بشكل أساسي النفوذ التركي في سوريا.
وكشفت التطورات الأخيرة عن تصدعات عميقة في خارطة التحالفات، حيث برزت خلافات حادة بين سلطة الجولاني والاستخبارات التركية، إثر تقارب مفاجئ بين سوريا وموسكو.
وجاء انزعاج أنقرة نتيجة تعهد سوريا بتجديد اتفاقيات روسية قديمة وقعتها مع نظام بشار الأسد قبل سقوطه، وتمنع تركيا من السيطرة على مفاصل اقتصادية استراتيجية سورية، من الفوسفات إلى الموانئ.
وتزامنت هذه الأزمة مع اجتماع سري بين فريقين أمريكي وتركي، شهد اتهامات أمريكية لأنقرة بخرق اتفاق إخراج القوات الروسية، والتحذير من أن تثبيت الوجود الروسي في الجنوب السوري يعني توطين حماس في المنطقة.
هذه المعطيات تشير شكوكاً وتساؤلات حول النية الحقيقية من دفع تركيا بفصائل مقربة منها إلى تلقي تدريبات عسكرية على طائرات مسيّرة هجومية على يد الجيش الأوكراني. وتتجه الشكوك نحو نية تركيا ربماً استخدام المسيّرات لاستهدف قواعد ومصالح روسية في سوريا بهدف تقويض نفوذها.



