الأخبار

واشنطن تُعيّن جويل رايبورن المعروف بدعمه لـ “قسد” ونهجه الصـ ـارم ضـ ـدَّ الجماعات الجهـ ـادية.. سلطة دمشق أنموذجاً

(شبكة دار نيوز الإعلامية ـ وائل الغانم)

منذ أشهر تحاول سلطة دمشق التي تُسيطر عليها هيئة تحرير الشام الإرهابية (جبهة النصرة سابقاً)، والفصائل الأخرى الموالية للاحتلال التركي والمنضوية ضمن صفوف ما تسمى وزارة الدفاع، الترويج إعلامياً عبر وسائل الإعلام المحلية أو بعض وسائل الإعلام العربية أن الولايات المتحدة باتت ترى في حكام دمشق الجدد خير من يمثلون تطلعات الشعب السوري، وذلك من خلال الإشادة بزيارة الجولاني وأذرعه إلى أميركا وظهور المبعوث الأمريكي لمرات عديدة في دمشق إلى جانب مسؤولين آخرين على رأسهم قائد القيادة المركزية الأمريكية الأدميرال براد كوبر.

هذا الترويج الإعلامي هدفه الأول كان لإظهار أن سلطة الجولاني باتت معترفة ويمكن إقامة العلاقات الدولية معها دون أي معوقات، مع إظهار أن قسد بات في مهب الريح ولم يعد مُرحّباً بها، لكن هذا الترويج والدعاية الإعلامية الممولة بكثافة لم يُكتب لها النجاح طويلاً، فمع مرور الأيام تتلقى سلطة الجولاني صفعات متتالية، وكان آخرها تعيين جويل رايبورن” في منصب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، الذي يشرف على ملف سوريا عملياً في الخارجية.

رايبورن… داعم قوي لقوات سوريا الديمقراطية 

بالنظر إلى خلفية السيد “جويل رايبورن”، الذي شغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون المشرق والمبعوث الخاص لسوريا بين 2018-2021 خلال ولاية ترامب السابقة، فهو يعد من أبرز الدبلوماسيين الأمريكيين المهتمين والمدافعين عن قوات سوريا الديمقراطية، لا سيما في مواجهة الهجمات التركية والتهديدات الأمنية التي تتعرض لها مناطق شمال وشرق سوريا.

رايبون الذي كان يؤكد استعداد الولايات المتحدة لفرض العقوبات على تركيا وأي جهة تهدد أمن قوات سوريا الديمقراطية والكرد، مُبيناً أن الحفاظ على استقرار شمال وشرق سوريا هو “جزء أساسي” من “السياسة الأمريكية” في المنطقة.

لم يقتصر موقف جزيل رايبورن عند هذه النقاط فقط، بل أكد على أحقية أن يقوم الكرد وقوات سوريا الديمقراطية في حماية أنفسهم وإدارة شؤونهم ذاتياً، وأنه سيكون أحد أهم الضامنين والداعمين لمصالحهم في شمال وشرق سوريا في هذه المرحلة.

مناهض بشدّة للجولاني والجماعات الجهادية

يُمثل تعيين السيد جويل رايبورن في هذا المنصب، ضربة جديدة في نعش نظام سلطة الجولاني، فالرجل أكثر صرامةً وأقل مهادنةً تجاه الجماعات الجهادية وعلى رأسها الجولاني، وسيشكّل توليه تحولاً حاداً عن النبرة البراغماتية، التي يتعامل بها توم باراك نحو سياسة تقوم على الضغط والمحاسبة، لا على التسويات أو المهادنة. هذا التغيير، ينعكس على طريقة تعاطي واشنطن مع حكومة الجولاني في دمشق، وعلى شكل التنسيق مع القوى الإقليمية، خصوصاً في قضايا مكافحة التطرف، والنفوذ الإيراني والتركي، وإعادة الإعمار، ومسار التطبيع السياسي.

هذه التطورات تعكس توجهاً واضحاً نحو إعادة ترتيب البيت الدبلوماسي الأمريكي وهيكلة إدارة الملف السوري بما يتلاءم مع مرحلة جديدة من التعاطي مع الملف السوري، مما يفيد سوريا في محاربة التطرف والحكومة اللاشرعية،

وبعد سيطرة الجولاني على الحكم في دمشق، نشر جويل رايبورن تغريدة على حسابه في منصة إكس، جاء فيها:

أعتقد أن أبو محمد الجولاني يجب أن يكون واهماً إذا كان يظن أن السوريين، بعد أن شهدوا رحيل دكتاتورية استمرت 54 عامًا بالأمس، سيقفون مكتوفي الأيدي بينما يُنصّب نفسه دكتاتورًا جديدًا مكان الأسد. كما أن الجولاني وهيئة تحرير الشام، وهي منظمة إرهابية مدرجة على القوائم، واهمون أيضاً إذا ظنوا أن العالم وجيران سوريا سيدعمون “حكومتهم الإنقاذية” التي تهيمن عليها الهيئة، بينما تفرض حكومة انتقالية على كامل سوريا تتجاوز العملية السياسية التي تقودها الأمم المتحدة بموجب القرار 2254

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى