الأخبار

روسيا تُطالب تركيا بالخروج من سوريا رداً سلسلة القرارات الاستفزازية لأنقرة

«مركز الأخبار – شبكة دار نيوز الإعلامية»

طالب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الثلاثاء 11 يوليو / تموز 2023، تركيا بسحب كامل قواتها من سوريا.

وخلال اتصال هاتفي جمع بين سيرغي لافروف ونظيره التركي، هاكان فيدان، والتي استمرت لمدة خمسة عشرة دقيقة، طالب لافروف بسحب أنقرة لقواتها من سوريا دون قيد أو شرط.

وتأتي الاستدارة الروسية الجديدة التي كانت تقود جهوداً حثيثة عبر إذلال العقبات والعراقيل بين دمشق وأنقرة عبر وضع خارطة طريق لردم هوّة الخلافات بينهما، إلا أن الطعنة التركية الأخيرة في ظهر موسكو قلبت الأمور رأساً على عقب.

وأدانت روسيا بشدة عودة خمس قيادات عسكرية أوكرانية سابقة من تركيا إلى بلادهم.

واتهم الكرملين أنقرة وكييف بانتهاك بنود اتفاقية تبادل الأسرى التي أبرمت العام الماضي بوساطة تركية.

كما أبدت روسيا انزعاجها من تعهّد الرئيس التركي بدعم انضمام أوكرانيا لحلف “الناتو” وتقديم تكنولوجيا المُسيّرات “بيرقدار” كهديّة له.

وفي هذا السياق أوضح رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الاتحاد الروسي فيكتور بونداريف، أن تركيا “تتحوّل إلى دولة غير صديقة بعد اتخاذها سلسلة من القرارات الاستفزازية”.

وقال فيكتور بونداريف لوكالة “تاس” الروسية للأنباء، إن: “الأحداث التي شهدتها الأسابيع الماضية، للأسف، تُظهر بوضوح أن تركيا مستمرة بشكل تدريجي وثابت في التحوّل من دولة محايدة إلى دولة غير صديقة؛ لأنها اتخذت سلسلة من القرارات الاستفزازية”.

تصريحات فيكتور بونداريف جاءت بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لتركيا يوم الجمعة. وأعلن زيلينسكي، السبت، أن 5 من قادة الكتيبة سيعودون إلى أوكرانيا من تركيا، ونشر صور لهم برفقته أثناء عودتهم إلى أوكرانيا.

وأشار بونداريف إلى أن تركيا “تؤيد” محاولة أوكرانيا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) وأطلقت سراح قادة الكتيبة الأوكرانية التي دافعت عن مجمع “آزوفستال” للصلب بمدينة ماريوبول الأوكرانية قبل أن تسيطر عليها القوات الروسية، على الرغم من الاتفاق على بقائهم في تركيا حتى نهاية الحرب.

وقال فيكتور بونداريف: “مثل هذا السلوك لا يمكن وصفه بأي شيء سوى طعنة في الظهر”، واصفاً تلك الخطوة بأنها “غير ودية جاءت نتيجة لضغوط من الناتو”.

واستسلم الجنود الأوكرانيون الخمسة بعد سقوط ماريوبول، وبعد إطلاق سراحهم من الأسر، تم نقلهم من روسيا إلى تركيا كجزء من تبادل الأسرى حدثت في أيلول، حيث اضطروا إلى البقاء حتى نهاية الحرب، وفقاً لشروط التبادل.

وبات واضحاً أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قرّر العودة إلى الحضن الأمريكي، وإدارة الظهر، كُليًّا، للحليف الروسي الجديد، بعد أن استَخدمه بفاعليّة كورقة مُساومة وضغط على الولايات المتحدة لتحقيق جميع مطالبه.

الورقة الروسيّة التي وظّفها الرئيس أردوغان في خدمة أهدافه، للضّغط على أمريكا فقدت مُعظم قيمتها بعد انتهاء الانتخابات الرئاسيّة والتشريعيّة التي عُقدَت في 14 مايو / أيار الماضي، وفوزه وحزبه فيها، واستَبدلها بورقةٍ أُخرى لا تقل فاعليّة وربحاً وهي ورقة عُضويّة السويد في حلف “النّاتو” التي لا يمكن أن تتحقّق إلّا برفع الفيتو التركي، دون أيّ اعتبار واحترام، لمشاعر موسكو ورئيسها في هذا التّوقيت الحرِج.

ويرى مراقبون أن الأزمة الاقتصاديّة الطاحنة التي تعيشها تركيا هذه الأيام، وتتمثل في التضخّم، والانكِماش، واهِيار الليرة، وتراجع الاستِثمارات، كانت من أبرز أسباب هذه الاستِدارة الرئاسيّة، خاصةً مع فشل أردوغان في معظم جولاته إلى منطقة الخليج لجذب الاستثمارات لإخراج الاقتصاد التركي من أزماته غير المسبوقة أدرك أردوغان أن العودة إلى الحُضن الغربي هو الحل الوحيد الأكثر نجاعةً عبْر البوابة السويديّة والأوكرانية.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى