
(شبكة دار نيوز الإعلامية ـ وائل الغانم)
بعد الزيارة الأخيرة التي أجراها رئيس سلطة دمشق أبو محمد الجولاني إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولقائه بالرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ومسؤولين آخرين، تعرّض الجولاني لانتقادات حادة وكلمات قاسية من ترامب وفريقه. من جملة الانتقادات التي تعرض لها؛ المجازر التي حصلت في الساحل السوري والسويداء، إضافةً إلى الفساد المالي. وفقاً للمصادر المقرّبة من الجولاني فإن ترامب قال بالحرف الواحد ((أهذه هي إنجازاتكم)).
في سياق متصل، فإن أبرز القضايا التي واجهها الجولاني في واشنطن وتعرّض للانتقادات بخصوصها هي قضية “قوات سوريا الديمقراطية” الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية ودول التحالف الدولي. ترامب وفريقه أمر الشرع وحكومته بتقديم [تنازلات كبرى] لـ “قسد” وعدم المماطلة في تنفيذ اتفاق العاشر من آذار.
قسد تتولى مواقع حساسة مع الاحتفاظ بخصوصيتها
التنازلات الكبيرة التي طالب بها ترامب وفريقه وأمر الشرع بتنفيذها مع إعطائه مهلة محددة لستة أشهر كـ “فرصة أخيرة” تتعلق بمنح مناطق الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا والسويداء والساحل حكم لا مركزي كامل، إلى جانب إعادة هيكلة وزارة الدفاع والداخلية وفقاً لمعايير معينة ترضي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفيتها قوات سوريا الديمقراطية بحيث تكون لقيادات قسد مواقع هامة وحساسة في الوزارتين. إلى جانب خصوصية قوات سوريا الديمقراطية في الدولة السورية الجديدة.
ومن الشروط الأخرى التي طالبت بها الإدارة الأمريكية هي:
ـ إنهاء ملف المقاتلين الأجانب بالكامل، حيث تراجعت أمريكا عن منح استثناء بضمهم للجيش السوري.
ـ منع ارتكاب أي انتهاكات جديدة.
فتح طريق للمساعدات إلى السويداء.
ـ إجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة لضمان الشفافية والمصداقية.
وفور عودة الشرع من الولايات المتحدة الأمريكية حاول إثبات جديته لتنفيذ شروط ترامب، لذا سارع بإرسال فريقه إلى دير الزور وأرسل لقيادة قوات سوريا الديمقراطية بأنهم جاهزون للدمج ((وفق شروط قسد)).
إزالة العربية من الجمهورية السورية
حكومة الجولاني سرعان ما بدأت بتنفيذ الأوامر الأمريكية، وبعد أن التقى وزير الخارجية الأمريكي بوزير خارجية سلطة الجولاني، أسعد الشيباني في الحادي عشر من نوفمبر 2025، نشر الأخير تغريدة على حسابه في منصة X صورة له مع وزير خارجية أمريكا واستخدم خلاله مصطلح “الجمهورية السورية” بدلاً من الجمهورية العربية السورية.
كما أظهرت شهادات تم توزيعها من قبل الجولاني وعقيلته يوم أمس على الأطفال بمناسبة يوم الطفل إزالة العربية لتحمل الشهادات الجديدة اسم “الجمهورية السورية”، وبالتأكيد فإن استخدام الاسم الجديد مع الأيام في الوثائق وكذلك تغريدات المسؤولين في سلطة الجولاني هي تمهيد لإعادة تغيير الدستور الذي فصّله الأخير على مقاسه كما فعله سلفه بشار الأسد. التغيير لا يتعلق فقط بالتمسية الجديدة، بل بأمور أخرى أيضاً.
الشيباني: قسد حليف الأمريكيين ولن تتخلى عنهم
في حوار لوزير خارجية سلطة الجولاني لمجلة المجلة قبل يومين، أوضح أسعد الشيباني إلى عدة نقاط هامة حول مسار المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، قال خلالها “نحن سرنا بالتنازلات أو بالتسهيلات للأخير (قسد)، نحن جاهزون لكل ما تريده فقط تعال لنتجاوز هذه المرحلة وتكونوا جزءاً ونسير. لا نريد أن نتوقف عند هذا الموضوع بصراحة. ولو كان النظام أعطاهم 20 في المئة (من المعروض) كانوا وافقوا، نحن اليوم مع احترام وتبنٍ من الرئيس أحمد الشرع لكن لم تتم الأمور.
وأضاف الشيباني في حواره مع مجلة المجلة “الأميركيون وعدوا كضامن للاتفاق. دائماً هناك مسألتان لدى الأميركيين، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، لدينا “قسد” حليف الأميركيين هناك أشخاص يذهبون إلى الحد الأقصى ويقولون إنهم “الطفل المدلل” ولن نتخلى عنهم. أحدهم مسؤول الشرق الأوسط السابق في البيت الأبيض “بريت ماكغورك”.



