الأخباروثائق

خدمةً لأجندات النظام وتركيا… الـ ENKS تُحارب بشراسة مناهج الإدارة الذاتية

شيرين حسن

لعلَّ المثال الشعبي القائل «لا يُمكن حجب الشمس بالغربال» توصيفٌ دقيق يُطبّق على حالة ما يُسمّى “المجلس الوطني الكُردي” الذي ادّعى ويدّعي أنه مجموعة من الأحزاب الكُردية تناضل في سبيل القضية الكُردية ونيل حقوقها، ولكن في الحقيقة لا يُمكن للشعارات الرنّانة التي يتخفّى وارؤها المجلس أن يستمر بها، فلا المجلس ولا أحزابه يعملان لتحصيل أي حقٍ كُردي، على العكس تمامًا، فقد تشكّل خدمةً واستمرارًا للعمل ضدّ تحصيل الكُرد لحقوقهم القومية والسياسيّة، وفي الواقع هذه ليست اتهامات بل هي الحقيقة بحد ذاتها، فتصرفات المجلس اليومية وتخندقه في صفوف المحتل التركي تارةً والنظام السوري تارةً أُخرى وتصريحات مسؤوليه ومشاركة كتائبه العسكرية في الهجوم على عفرين وسري كانييه وكري سبي أسقطت ورقة التوت الأخيرة عنهم وكشف عوراتهم.

ورغم أنّ التاريخ الكُردي مليءٌ بالنكسات نظرًا لاعتمادهم على الأطراف التي ادعت أنها ستقف إلى جانب قضيتهم بعد إسقاط حكمٍ ما خير شاهدٍ على ما نقوله، وهو ما غيّرته الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وأعلنت منذ بداية الاحتجاجات السوريّة وطالبت المعارضة السورية باعترافٍ رسمي بقضية الكُرد في سوريا إلا أنها رفضت وتحجّجت تارةً بأنّ سيعترفون بالقضية الكُردية بعد إسقاط النظام السوري، وتارةً أخرى بأن الوقت غير مناسب وأخرى بأن من يحدد ذلك هو الشارع السوري هو من سيحدد.

بعد سنواتٍ من الحرب في سوريا ووضوح المواقف السلبية سواءً من المعارضة أو النظام السوري من القضية الكُردية انتهج المجلس الوطني الكردي خندق هذين الطرفين في محاربة القضية الكُردية ذاتها فتم استخدام المجلس أداةً غليظة لهذه العملية، ولعلّ تصريحات مسؤولي المجلس ومواقفهم ضد أي تطور بما يخدم مصالح الكرد خير مثال على ذلك، فالدخول بجانب المحتل التركي على ظهر دباباته إلى مدينة عفرين وتهجير الكرد منها ووصف ذلك بعملية التحرير ونفي الجرائم اليومية و صفها بأنها انتهاكات فردية ومرورًا بالظهور الإعلامي المستمر لهم على قنوات الميت التركي الناطقة بالكردية وتلميع صورة تركيا وحتى النظام السوري مثلما خرج مثالاً المدعو كاوا ازيزي الذي مدح بالنظام السوري وبالخدمة الإلزامية وغيرها من الأمور على حساب تشويه ومهاجمة الإدارة الذاتية، وربما الأمر لم يكن غريباً على الكثيرين فهؤلاء لديهم أرشيف من الصور وهم في الصفوف الأمامية بجانب ضباط النظام السوري ولديهم إلى الآن علاقات وثيقة وقوية معهم لم تنقطع يوماً.

اليوم وبعد أن وصلت الإدارة الذاتية إلى مستوى لا بأس به على جميع الصُعد، الخدمية والتعليمية والعسكرية والاقتصادية، وأبرزها والذي كان حلمًا يتمناه كل كردي كان محروماً حتى من نطق كلمات كردية في السنوات الأخيرة قبل الاحتجاجات السورية حيث كان يتعرض للتهديد بالسجن، خرج المجلس باحتجاجات ضد إغلاق الإدارة الذاتية للمعاهد الخاصة التي تُدرّس مناهج البعث مطالبةً إعادة فتحها وتدريسها بحجة أن مناهج الإدارة الذاتية مؤدلجة…!

Dar_News

11/10/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى