الأخبارشمال وشرق سوريا

الصحفي والباحث روبين رشفان: خبراء أمريكيين وصفوا مؤتمر الحسكة بـ “الخطوة السياسية الاستباقية الاستراتيجية”

قال الصحفي والباحث الكُردي روبين رشفان، من واشنطن، أن مؤتمر وحدة المكونات في مدينة الحسكة في روجآفا، الذي عُقد بمشاركة الكُرد وجميع المكونات العرقية والدينية الأخرى في سوريا، يُعد علامة واضحة على تحولٍ إيجابي.

وتحدث “رشفان” عن المؤتمر، قائلاً “جمع مؤتمر 8 أغسطس في الحسكة أكثر من 400 ممثل من مختلف أنحاء البلاد تحت شعار “معاً من أجل تنوّع يعزز وحدتنا وشراكة تبني مستقبلنا”، ودعا المشاركون إلى بناء دولة سورية تقوم على المساواة في المواطنة، والهوية الجامعة، والحكم الرشيد، وحثوا على صياغة دستور لامركزي تعددي يضمن حقوق ومشاركة كل مجتمع”.

وأضاف “وصف الزعيم الروحي للطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري الاجتماع بأنه نداء للضمير الوطني واستجابة لسنوات من التهميش، في حين أدان المتحدثون العنف المستمر ضد الأقليات، لا سيما من قبل القوات الموالية للحكومة، باعتباره جرائم ضد الإنسانية”.

وبخصوص المؤتمر قال الصحفي روبين رشفان أنه استنادًا إلى محادثاته المطولة مع عدد من الخبراء الأمريكيين المعروفين في قضية الكُرد وسوريا، تم التأكيد على النقاط التالية:

1- مؤتمر وحدة المكونات هو بالضبط تلك الخطوة السياسية الاستباقية التي كانت مفقودة منذ وقت طويل. فقد ظلت القيادة الكردية لفترة طويلة ترد فقط، تصدر بيانات عرضية لا تخلق فاعلية ولا تصل إلى الجمهور الدولي الأوسع. الصمت، والتواصل المجزأ، والاعتماد المفرط على الرسائل العسكرية جعل القضية الكردية عرضة لأن تُعرف من قبل الآخرين.

2- ومع ذلك، أظهر مؤتمر الحسكة ما هو ممكن عندما يكون العمل استباقيًا وشاملًا واستراتيجيًا. بدلاً من أن يكونوا جزءًا من أجندات مفروضة من الآخرين، أصبح الكرد الآن يحددون أجندتهم الخاصة — ولأول مرة منذ فترة طويلة، بدأ العالم يتفاعل مع الأجندة التي قدمتها القيادة الكردية في سوريا. منذ الأمس زاد النقاش والتفاعل حول هذا المؤتمر بشكل كبير، وكانت الغالبية العظمى من الردود إيجابية، معترفة بالدور الكردي في تشكيل مستقبل سوريا.

3- لفترة طويلة، نظر الدروز والعلويون والمسيحيون والأقليات العرقية والدينية الأخرى إلى الكرد كحماة وأصوات قيادية — ومع ذلك، غالبًا ما فشلت القيادة الكردية في تلبية هذا التوقع بشكل كامل. هذا المؤتمر يمثل محطة هامة في الوفاء بهذا الدور التاريخي وضمان أن تعكس سوريا الجديدة فسيفساء البلاد العرقية والدينية والثقافية.

4- لمواصلة هذا الزخم، يمكن تنظيم تجمعات أخرى في أوروبا — في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، أو باريس، بالنظر إلى اهتمام فرنسا النشط بسوريا — وربما أيضًا في واشنطن، لتعزيز الأصوات الكردية في مراكز الدبلوماسية الدولية وصنع السياسات. يجب ألا يتردد الكرد في المطالبة علنًا بنظام لامركزي اتحادي لسوريا، لا سيما أن غالبية الدول المتقدمة تدير شؤونها بنجاح من خلال مثل هذه النظم. يجب أن يصبح هذا نموذجًا مستدامًا للتفاعل المستمر — مبادرات رفيعة المستوى منتظمة تجمع كل المجتمعات السورية، تعبر عن رؤية واضحة بعدة لغات، وتعكس القيادة الكردية كقوة حاسمة ومستقبلية ومستعدة لتشكيل الأحداث بدلاً من مجرد الرد عليها.

5- وأخيرًا، تذكير للقادة الكرد: على الرغم من أنهم سوريون، فهم أيضًا يمثلون الشعب الكردي في سوريا — الذي هو جزء لا يتجزأ من الأمة الكردية الأوسع. لذلك، يجب عليهم اعتناق هويتهم القومية بشكل صريح، بما في ذلك من خلال الخطاب باللغة الكردية الذي يعكس ذلك.

كخلاصة، يجب ألا تكون مؤتمرات مثل هذه استثناءات ناتجة عن الأزمات، بل منصات مستمرة للتفاعل توحد جميع المجتمعات السورية. إنها توضح بجلاء أن القيادة الكردية حاسمة ومستقبلية ومستعدة لتشكيل المستقبل بدلاً من مجرد التفاعل معه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى