الأخبارشمال وشرق سورياوثائق

تركيا تتولّى “رأس الحربة” في إخراج أميركا من سوريا ضمن اتفاقية “قمة طهران” العام الماضي

مركز الأخبار «شبكة دار نيوز الإعلامية» – تالا مادويان

لعلَّ الوجود الأمريكي في سوريا يُشكّل مصدر قلق لكل من روسيا وإيران وتركيا، بحيث تمنعها من تحقيق أطماعها على الأراضي السورية، لذلك تسعى هذه الأطراف دائمًا إلى محاولة زعزعة استقرار مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا بطرق متعددة، سواءً عبر القصف التركي المستمر، وتجنيدهم لخلايا نائمة مهمتها القيام بعمليات الاغتيال والتفجيرات وتحرير سجناء تنظيم داعش الإرهابي من السجون، والتي أثبتت التقارير الأمنية صلة هذه الأطراف مجتمعة ببعضها البعض في الهجوم على سجن الصناعة الذي يحوي الآلاف من أخطر قيادات وعناصر داعش.

إلى جانب التوثيق الذي قام به مركز “أبحاث تسليح النزاع” في شمال شرقي سوريا وعثورهم على مواد استخدمها عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في ثلاث عمليات كبرى لاستعصاءات وقعت في عدة سجون، شملت استعصاء سجن الحسكة في 20 كانون الثاني 2022، حيث لاحظ الباحثون وجود علامات ثانوية مميزة على الأسلحة المستخدمة، وهذه العلامات التي ظهرت على مجموعة متباينة من الأسلحة، كشفت أن تلك الأسلحة تعود لجهة واحدة، ألا وهي “الجيش الوطني السوري” الموالي لتركيا.

هذه الأطراف كانت قد عقدت في التاسع عشر من تموز/يوليو 2022، قمة ثلاثية في العاصمة الإيرانية طهران، حيث تركّزت القمة مطولاً على كيفية إخراج القوات الأمريكية من الأراضي السورية.

وفي هذا السياق، أكدت مصادر خاصة أن قمة طهران اتفقت فيما بينهم على أن تكون “تركيا” رأس حربة” للقيام بمهمة إخراج القوات الأميركية من سوريا، من خلال اتباع خطة محكمة.

وأشارت المصادر أن الخطة التي تم الاعتماد عليها، هو قيام تركيا بتكثيف هجماتها البرية لزعزعة استقرار المنطقة الذي من شأنه أن يفسح مجالاً واسعًا لخلايا تنظيم الدولة الإسلامية للتحرك بسهولة والقيام بأعمالها الإرهابية، والذي يتمثل في تهديد أمن المنطقة من خلال الهجمات المتكررة على السجون التي يتواجد فيها داعش، إلى جانب النقاط الأمنية لقوى الأمن الداخلي، وهذا ما سيعرض بالتأكيد القوات الأمريكية للخطر.

المصادر نوهت أن تركيا تتواصل بشكل مكثف مع خلايا داعش في المنطقة، حيث تمكن جهاز الاستخبارات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية من الحصول على معلومات مؤكدة بأن هذه الخلايا ستعمل على استهداف القوات الأمريكية بشكل مباشر.

الجدير ذكره أن باكير أتاجان، المرتبط مباشرةً بالاستخبارات التركية الـ MIT والذي يتخفى وراء العمل كمدير مركز اسطنبول للفكر، قد صرّح بشكل علني مؤخرًا على شاشة قناة “سكاي نيوز عربية”، من خلال دعوته إلى محاربة القوات الأمركية في سوريا ووصفها بـ “العدوة” لتركيا.

وأكد “أتاجان” أن الدعوة لمحاربة القوات الأمريكية هو موقف رسمي تركي وليس موقف شخصي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى