مقالاتوثائق

بعد التقارب بين النظامين السوري والتركي… وسائل إعلام النظام تضفي صفة «الانفصالية» على الإدارة الذاتية… فمن باع الجولان ولواء الاسكندرون والشمال السوري…؟

«مركز الأخبار – شبكة دار نيوز الإعلامية»

وائل الغانم

لم تنقطع العلاقات بين النظامين التركي والسوري منذ بدء الاحتجاجات في سوريا بناءً على مصالح متقاطعة تجمعهم على حساب الشعب السوري الذي كان الخاسر الوحيد والأكبر من صفقات أُحيكت ضدهم نجم عنها مقتل مئات الآلاف وجرحى بالمثل فضلاً عن تدمير كبير لمنازلهم وتهجير السكان من مناطقهم لمناطق أخرى بهدف التغيير الديمغرافي وهو ما عمل عليه النظامين التركي والسوري والإيراني والروسي -كُلاً حسب مصالحه.

بعد عودة عملية التطبيع بين النظامين إلى العلن ، كثّف الإعلام الموالي للنظام السوري من وصف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا بـ «الانفصالية» وخاصةً بعد انتهاء اجتماع أستانا الأخير الذي حمل في معظم بنوده مهاجمة الإدراة الذاتية ووصفها بالإرهاب والانفصال وما إلى ذلك من صفات تحملها الدول الأربعة التي اجتمعت في أستانا.

يزعم النظام السوري المجرم الذي يحكم البلاد منذ عقود أن قوات سوريا الديمقراطية انفصالية وتسعى لاقتطاع الأراضي السورية، هذا الاتهام ليس بجديد، فقبل الاحتجاجات السورية سنَّ البعث قانوناً لمحاربة الكرد على أرضهم حيث كانوا يعتقلونهم دون أي سبب وفقط للضغط عليهم واتهامهم بأنهم يسعون لاقتطاع أراضي من سوريا وإلحاقها بدولة أجنبية وعرضهم على محاكم صورية لا يمكنهم من توكيل محامي والدفاع عن أنفسهم.

اليوم يكرر هذا النظام المجرم وعبر إعلامه المريض هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة، ويحاول أن يلصق ما اقترفه ويقترفه بحق سوريا والسوريين بقوات دافعت وتدافع عن الشعب السوري أجمعه.

الأسد وبيع الجولان ولواء الاسكندرون

أثبتت جميع الحقائق دور رأس النظام السابق حافظ الأسد في بيع الجولان السوري والذي كان يشغل الأسد حينها منصب وزير الدفاع.

ومن أكبر الدلائل على خيانة حافظ الأسد خلال الحرب كان توقيعه على البيان الذي أذيع في الساعة 9:30 من صباح العاشر من شهر حزيران والذي أعلن فيه سيطرة اسرائيل على مدينة القنيطرة، رغم أنها لم تدخل المدينة إلا بعد 17 ساعة من إعلان البيان.

وكانت من نتائج هزيمة حزيران، مكافأة الأسد على تسليم الجولان من خلال استيلائه على السلطة في سوريا بعد انقلابه على رفاقه بحزب البعث العربي الاشتراكي في 16 تشرين الثاني 1970، ليحكم بعدها سوريا بقبضة من حديد ويقضي لاحقاً على كل مقومات بناء الدولة السورية الحديثة كي لا تستطيع محو آثار هزيمة حزيران وتسترد الأراضي السورية المحتلة من إسرائيل.

ليس الجولان وحده هو من ضمن الأراضي السورية التي تنازل عنها نظام الأسد المجرم، فلواء الاسكندرون أيضاً الذي تنازل عنه الانتداب الفرنسي لتركيا عام 1939، وقام نظام حافظ الأسد بتثبيت هذا التنازل بموجب اتفاق أضنة عام 1998 ضد الكرد، والذي نص في أحد بنوده على أنه “اعتباراً من الآن يعتبر الطرفان أن الخلافات الحدودية بينهما منتهية وأن ليس لأي منهما أي مطالب أو حقوق مستحقة في أراضي الطرف الآخر”.

كما تم تثبيت هذا الاعتراف باتفاقية منطقة التجارة الحرة بين سوريا وتركيا عام 2004، في عهد بشار الأسد، ومنذ ذلك التاريخ وكل وزارات الدولة في حكومة النظام تعتمد خرائط لا تتضمن لواء اسكندرون وهو مثبت وبالدليل القاطع.

لم يكتف النظام السوري بتنازله في كل مرة عن قطعة من الأراضي السورية سواءً لإسرائيل أو لتركيا بينما واصل عملية بيع الأراضي مجدداً في ظل الاحتجاجات التي تشهدها سوريا، حيث عقد صفقات بين الجانبين وتم بموجبها تنازل عدم محاربة النظام لتركيا في عفرين والسماح لها باحتلال المدينة مقابل سحب تركيا مرتزقتها من الغوطة في دمشق، كما لم يقم النظام لاحقاً بأي دور للوقوف في وجه تركيا لمنعها من احتلال مدينتي سري كانيه وتل أبيض وحتى قبل ذلك عبر السماح لتركيا بدخول الأراضي السورية واحتلالها إدلب وأعزاز والباب وجرابلس دون إطلاق أي رصاصة في وجهها.

يحاول النظام المجرم من خلال مسؤوليه وعبر إعلامه دائماً تسويق الأكاذيب بأن الكرد هم من أدخلوا الولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا بهدف تبرئة نفسه عما حصل في سوريا كون السبب الرئيسي لما آلت إليه الأوضاع هو هذا النظام.

فلو افترضنا جدلاً أن الكرد هم من سمحوا لأمريكا بدخولها إلى سوريا، فمن سمح لتركيا وروسيا وإيران وداعش والمجموعات الجهادية الأخرى بالدخول إلى سوريا…؟!

تمدد داعش في سوريا وتورط النظام السوري وتركيا

هناك حقائق لا يمكن إخفائها في عصرنا الحالي – عصر التكنولوجيا – والجميع يتذكر كيف عقد النظام السوري صفقة مع داعش في الرقة أثناء تواجد النظام في تلك المنطقة حينها، وبالطبع هذه الصفقة كانت بين قيادات النظام وداعش وتُرك فيها عناصر النظام عرضة للموت والذبح والقتل على يد داعش، فقد تقدمت داعش حينها قادمة من العراق باتجاه الرقة وخرج قبل عملية التقدم ضباط النظام السوري بينما ترك عناصره كبش فداء لداعش الذين لم يكونوا يعلمون بتقدم داعش إلا في اللحظات الأخيرة فقُتل من قُتل وفر البقية باتجاه مدينة كوباني موجهين نداء استغاثة لقوات وحدات حماية الشعب هناك والذين لبوا نداءهم لكونهم يمتلكون عقيدة إنسانية.

بعد سيطرة داعش على مقرات النظام السوري بصفقة مع الأخيرة استولى داعش على جميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للنظام – الذي كان جزءاً من الصفقة- وواصل تقدمه باتجاه مدينة كوباني وبدأ بالقصف الهمجي بكل ما يمتلكه من أسلحة استلمها من الجيش العراقي في الموصل بعملية مشابهة لما جرى في الرقة.

وكان داعش يتقدم يوماً بيوم، حيث كان النظام السوري حينها يتفرج على غرار تركيا الذي كان له دور كبير في تقدم داعش ابتداءً من العراق وأعلن أردوغان حينها أن كوباني ستسقط خلال 24 ساعة، وفي آخر معقل لوحدات حماية الشعب في أحد أحياء كوباني بدأ التحالف الدولي بتنفيذ ضربات جوية ضد داعش وكانت هنا بداية دخول التحالف والولايات المتحدة الأمريكية إلى سوريا، أي أن النظام السوري هو من كان سببا بدخول أمريكا والاسوأ أنه كان سبباً في صفقة قذرة لتمدد داعش وارتكابه جرائم بحق السوريين بكل قومياته وأديانه وطوائفه.

قسد صمام أمان سوريا

وانطلاقاً من ذاك التاريخ بدأت وحدات حماية الشعب ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية بمحاربة أكبر تنظيم إرهابي في العالم وحررت الكثير من المدن التي وقعت تحد يد داعش وأنقذ مئات الآلاف من أرواح السوريين ولم تفرق بين منطقة كردية أو عربية أو غيرها لكونها تعتبر جميع هذه المناطق سورية ويجب الحفاظ على وحدة أراضيها.

إلا أننا نرى كيف أن النظام السوري لم يكتف بما اقترفت يداه من صفقات قذرة على حساب السوريين وأراضيهم، بل يستمر في عمليات بيع الأراضي وهذه المرة مجدداً لصالح المحتل التركي الذين يتهمون قسد بالانفصالية بينما تحتل تركيا مساحات واسعة تقدر بأكثر من 10 بالمئة من مساحة سوريا وتجري فيها عمليات تغيير ديمغرافية واسعة، وقامت بتبديل العملة الوطنية السورية وحولت المناهج إلى التركية وفرضت اللغة التركية ورفع أعلامها وغيّرت أسماء المدن والقرى وسرقت الآثار والكثير من الأمور الأخرى، بينما حافظت قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية على وحدة الأراضي السورية.

اليوم وبكل صفاقة ووقاحة يتحدث رئيس النظام السوري وحزب البعث عن احتلال اسرائيل للجولان الذي قبض والده ثمنها ويدعون بأنهم يسعون لتحريرها في محاولة منه الاستمرار بالشعارات الرنانة واللعب على الوتر العاطفي للسوريين، بينما الجميع يرى تطبيعه مع المحتل التركي وشرعنة وجودها في سوريا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى