
«شبكة دار نيوز الإعلامية – آريام صالح»
عُقِد في الـ13 فبراير / شباط مؤتمر باريس الدولي حول سوريا تم النقاش فيها عن مواضيع عديدة منها دعم السلطات الانتقالية وتقديم المساعدات وكذلك قضية اللاجئين السوريين في فرنسا، ولكن المُلفت للنظر هو حديث الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” ووزير خارجيته اللذين خطفا أنظار الحضور في المؤتمر حول دعمهما الرسمي لـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي كانت لها حصّة الأسد فيها، حيث كان محور الاجتماع والطاغي على مخرجاته بالجلسة المُغلقة هي “قسد” حتى في بيانات الافتتاح والختام كانت عن “قسد” والتأكيد على الحكومة الانتقالية بأنه إن كنتم تريدون أن تحاربوا الإرهاب فعليكم بالاستعانة بقوات سوريا الديمقراطية فهم حلفاؤنا ونحن لن نتخلى عنهم وهي رسالة ليست فقط من ماكرون وإنما من المجتمع الدولي كَكُل التي باتت راعيةً رسمية لسوريا الجديدة.
وفي كلمة الرئيس الفرنسي ماكرون قال: «أريد أن أعبر لكم عن وفائنا لقوات سوريا الديمقراطية التي قدمت الكثير وكانت حليفاً ثميناً في المعركة ضد الإرهاب. نحن أوفياء لحلفائنا لأننا ندرك ما ندين لهم به وقوات سوريا الديمقراطية قاتلت بشجاعة إلى جانب التحالف الذي كنا جزءاً منه، ولذلك، أعتقد أنه في هذه اللحظة، واجبنا أيضاً هو الدفاع عن مصالحهم وعدم التخلي عنهم. أريد أن أقول لكم أن دمج قوات سوريا الديمقراطية الكامل في المرحلة الانتقالية السورية سيخدم أولاً هدفكم الأمني لأنهم مقاتلون أوفياء كُثر، واعتقد أن مسؤوليتكم اليوم هي دمجهم وأيضاً السماح لهم بتوحيد قواهم لتحقيق نفس الهدف محاربة المجموعات الإرهابية التي تزعزع استقراركم والحفاظ على سيادتكم.
وفي مقابلة تلفزيونية على قناة المشهد قال “زيد العظم” المحامي والمستشار في حزب النهضة الفرنسي (حزب الرئيس إيمانويل ماكرون) أنه يوم أمس قام الرئيس الفرنسي ماكرون وعلى مدة عشر دقائق بأخذ وزير خارجية الحكومة الانتقالية السورية أسعد الشيباني ومسكه من يده وأجلسه على يساره كما أجلس وزير الخارجية الفرنسي وقال لـ “الشيباني” بالحرف الواحد إذا كنتم تريدون أن يعترف الاتحاد الأوربي بكم كحكومة شرعية لديكم موضوع “قسد” يجب أن تشركوها في الجيش السوري ويجب أن تبقى قسد في شمال شرق البلاد على أتم الجهوزية لأنها حليفتنا الموثوقة في قتال تنظيم داعش. يوجد في شمال شرقي سوريا خمسين ألف داعشي مُعتقلين يُشرف على اعتقالهم قوات سوريا الديمقراطية، وقام أسعد الشيباني بالإيماء برأسه.
ووفقاً لموقف الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته في مؤتمر باريس الدولي، يتم التأكيد هنا أنَّ “قسد” هي القوّة العسكرية الوحيدة التي تمتلك الشرعية بين جميع الأطراف الموجودة، فهي التي حافظت على السلم الأهلي وواجهت قوى الشر وأكبر وأعتى تنظيم إرهابي في العالم ألا وهو تنظيم الدولة الإسلامية”داعش” وأثبتوا أنهم خط الدفاع الأول عن استقرار المنطقة والعالم، لهذا فإن “قسد” هي جزء أصيل من مستقبل سوريا وسيكون لها دور بارز وركن أساسي من الجيش الوطني السوري، ليتضّح هنا أن الإدارة السورية الانتقالية الجديدة أمام تحدّي هائل بعد خطاب الرئيس الفرنسي ماكرون عن قوات سوريا الديمقراطية بأن أي شرعية لهم تمر فقط عبر بوابة “قسد”.