الأخبارشمال وشرق سوريا

العشائر العربيَّة: قسد أبناؤنا وهم الوحيدين الذين حَموا السوريين وحافظوا على وحدة الأراضي

“شبكة دار نيوز الإعلامية ـ وائل الغانم”

بعد مرور أشهرٍ قليلة من عمر الثورة السوريَّة ظهرت نوايا الدول الإقليمية “تركيا وإيران” إلى جانب نظام الأسد البائد ومن خلفها روسيا في تحويل الثورة إلى صراع طائفي أخذ بالبلاد إلى نفقٍ مُظلم. تمكّنت هذه الأطراف من تحييد السوريين الشُرفاء المُنشقين عن نظام الأسد. إمّا عبر تصفيتهم جسدياً أو تسليمهم إلى النظام السوري السابق ـ كما فعلت تركيا مع المقدّم حسين الهرموش – أو إبعادهم عن المشهد والساحة السياسية والعسكرية، ليتعمّدوا تنصيب المجرمين في قيادات الفصائل والهدف هو الإسراع في نقل الثورة من السِلم إلى الصراع الدموي بما يخدم مصالح جميع الأطراف المذكورة.

ملف العشائر العربيَّة في سوريا لم يكن بعيداً عن الأجندات الرخيصة لهذه الأطراف، فكل طرف حاول الاستثمار في هذه الورقة وبدأت بالمسارعة في عمليات التمويل بهدف تحقيق أقصى درجة من حالة الفوضى. هذه الأطراف دون استبعاد أيِّ منها حاولت مراراً وتكراراً نقل التجربة الدموية من المناطق السوريَّة التي شهدت صراعات طائفية ومذهبية إلى مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا عبر بث الفتن والتحريض واختلاق الأكاذيب في محاولةٍ منهم لشق واختراق صفوف العشائر العربية، حيث كان للإعلام المموّل الخادم للأجندات دورٌ بارز في ذلك، لكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً وفي كل محاولةٍ كانوا يصطدمون بجدارٍ قوي مبنيٌّ على أُسس الإخاء والمحبّة وإخوّة الشعوب.

آخر تلك المحاولات “قبل سقوط نظام الأسد” كانت عبر دعم مرتزقة إبراهيم الهفل تحت مُسمّى “قوات العشائر” لشن هجمات على مناطق دير الزور، والتنسيق الأمني والاستخباراتي الكبير بين نظام الأسد وإيران وروسيا من جهة مع الاحتلال التركي ومرتزقته من جهةٍ أخرى، لكن كان مصيرها الفشل المحتوم ورُدّت مخططاتهم على أعقابها.

الفتنة استمرت لكنها جوبهت بالرد

بعد سقوط الأسد، لم تَكُف محاولات إشعال فتيل الفتنة والتحريض ضدَّ مناطق شمال وشرق سوريا من خلال الترويج والادعاء أنَّ العرب هناك يُعانون الأمرّين، فتحرك مجدداً إبراهيم الهفل الشخص الذي كان تابعاً لمحور إيران ونظام الأسد إلى محور الاحتلال التركي وهيئة تحرير الشام في التخطيط لتحويل مناطق الإدارة الذاتية الآمنة إلى كتلة من اللهب على شاكلة ما يحصل اليوم في مناطق سلطة دمشق، لكن في كل محاولة من جانبهم يلقون أمامهم سداً منيعاً من مكوّنات شمال وشرق سوريا بما فيهم العشائر العربية.

العشائر العربية في شمال وشرق سوريا دافعوا عن المنطقة وقدّموا الكثير من الشهداء في دفاعهم عن الأرض ضد تنظيم داعش الإرهابي وجبهة النصرة ومرتزقة تركيا والنظام السوري السابق وامتزج دم العربي والكردي والسرياني والآشوري مع بعضهم البعض، كما أن المكون العربي يُشكّل نسبة كبيرة داخل صفوف قوات سوريا الديمقراطية.

فرغم كل محاولات تقديم المال إلى العشائر العربية بهدف وقوفها ضد الإدارة الذاتية إلا أن الفشل كان نصيبهم، وهو ما أشرنا إليه سابقاً، فالمال القطري والتركي لا يمكن أن يكون بديلاً عن دماء الشهداء الذين أصلاً كانوا قد حاربوا التنظيمات الإرهابية بمختلف مسمياتها والتي كانت ولا تزال تدعمها تركيا وقطر.

العشائر العربيَّة تُجدد الدعم 

أمس مجدداً، أعلنت العديد من العشائر العربية في الرقة ودير الزور عبر بيانات رسميّة دعمهم المطلق لقوات سوريا الديمقراطية، ومن بين العشائر هي “عشيرة العفادلة، عشيرة الحليسات، عشيرة السخاني وعشيرة المجادمة”.

هذه العشائر أكدت أن موقفهم ثابت لا يتزحزح في دعم قوات سوريا الديمقراطية، وأنها الجهة الوحيدة التي حملت على عاتقها حماية المدنيين والتصدي للإرهاب، وساهمت في الحفاظ على وحدة الأراضي وكرامة الإنسان.

موقف العشائر العربية لم يأت من فراغ، بل نتاج تجربة سنوات طويلة من العيش المشترك، فهم أعلنوا وأعادوا التذكير في بياناتهم الأخيرة بأن مشروع قسد حمل آمال الناس نحو مستقبل آمن، وعادل ومتعدد يليق بتضحيات الشهداء.

شمال وشرق سوريا “خط أحمر”

كما أرادت هذه العشائر العربية توجيه رسالة واضحة وصريحة للجهات التي تحاول العبث بأمن وأمان واستقرار مناطق شمال وشرق سوريا عبر اللعب على الوتر الطائفي والقومي من خلال الادعاء أن العرب مُهمشين، إلا أن رد العشائر كان واضحاً وصريحاً وأسكت جميع أبواق الفتنة هذه من خلال تأكيدهم أن (قوات سوريا الديمقراطية هم أبناء هذه المنطقة وهم أبناؤنا)، وأن هناك الآلاف من أبناء العشائر العربية ضمن صفوف قسد الذين حملوا السلاح دفاعاً عن أرضهم وكرامة شعبهم، وارتقى منهم العشرات شهداء في معارك التحرير والدفاع عن مناطقهم في وجه الإرهاب والتطرف.

بعد فشل مشروع الفتنة التي كانت تصبو إليه تركيا وتحرير الشام، بدأت قياداتهم بتوجيه التهديدات إلى شيوخ وأبناء العشائر العربية في شمال وشرق سوريا وخاصةً عشيرة الجبور بتصفيتهم ووصفهم بشيوخ الذل والعار، ومنا هنا يتضح أن كل ما روّجوا له أن العرب في شمال وشرق سوريا مُهمّشين كان بهدف إشعال فتيل الفتنة لكن العشائر العربية قالت كلمتها وأكدت أن قسد ومناطق شمال وشرق سوريا “خطٌ أحمر”.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى