
رغم مرور عام على سقوط النظام البائد، تأمل السوريين أن هذا السقوط يمكن أن يُشكل فارقاً كبيراً وأملاً في حياة أفضل بعد عقود من سياسات التهميش والإقصاء والاستبداد وسنوات من الحرب والقتل والتهجير، لكن مع وصول هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) إلى مقاليد الحكم في دمشق، لم يتغير شيء سوى (الوجوه)، فالعقلية الإقصائية الإجرامية المبنية على محاربة الغير بقيت ذاتها، فارتكبت الأخيرة مجازر في الساحل والسويداء ولا تزال تواصل عمليات القتل بحق أبناء الطائفتين مع هجمات بين الحين والآخر ضد مناطق شمال وشرق سوريا، إلى جانب محاربة السوريين في لقمة عيشهم وتجويعهم عبر اتباع سياسات ممنهجة.
قبل سقوط النظام البائد، كان حيي الشيخ مقصود والأشرفية يعانون بشكل مستمر لحصار جائر تفرضها قوات الفرقة الرابعة التي كان يقودها ماهر الأسد، حيث كانت تمنع دخول المحروقات وحليب الأطفال والمواد الغذائية، ما تسبب بفقدان العديد من المدنيين والمرضى لحياتهم (بينهم أطفال وكبار سن).
بعد سقوط الأسد استمرت سلطة الجولاني على نفس خطى الأول، الحصار الخانق ومنع المحروقات باتت من إحدى أولويات هذه السلطة، ومع موجة البرد فإن المخاطر التي تهدد حياة المدنيين في هذين الحيين بات يشكّل عاملاً مخيفاً خاصةً وأن انقطاع المحروقات سيؤثر بشكل مباشر على عمل المشفى والمراكز الطبية.
يعيش في حيي الشيخ مقصود والأشرفية التابعة لمحافظة حلب نحو نصف مليون نسمة، غالبيتها من الكرد، ومع الحصار المفروض من قبل سلطة الجولاني على الحيين ومنع دخول المحروقات إليها، فإن هذا يؤدي إلى مخاطر عديدة نظراً لاعتماد الأهالي على هذه المادة في العديد من المجالات من بينها المشافي والأفران.
مصادر محلية من حي الشيخ مقصود، أكدت لشبكة دار نيوز الإعلامية أن الحصار المفروض عليهم أدّى إلى توقف معظم السيارات عن العمل بما فيها سيارات رمي القمامة، في حين أن كهرباء المنازل انخفضت إلى ثلاث ساعات في اليوم نتيجة شح المحروقات.
وأضافت المصادر أن البيوت في الحيين باتت بدون وسائل تدفئة مع موجة البرد وهذا يشكل تهديداً كبيراً على حياة المدنيين وخاصةً الأطفال وكبار السن مع عدم وجود بدائل أخرى للتدفئة.
وتابعت المصادر بالقول أن احتياطي المحروقات تستخدمها إدارة الحيين في تشغيل مولدات المشافي والأفران، إلا أن المصادر حذّرت من قرب نفاذ الكمية مع استمرار الحصار.
ويرى أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية أن ما تقوم به سلطة الجولاني ومرتزقة الاحتلال التركي من استمرار فرص الحصار مخالف لاتفاقية الأول من نيسان




