
لم يكن الهجوم التي تعرضت له القوات الأمريكية، السبت الفائت في مدينة تدمر على يد عنصر من الأمن العام التابع لتحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، والذي أدى إلى مقتل جنديين أمريكي ومترجم مدني أمريكي وإصابة ثلاثة جنود آخرين، مجرد حدث عابر، أو تسلل عنصر واحد يحمل فكر متطرف، كما حاول المسؤولين في سلطة الجولاني وأخذوا بالتبرير أن هذا الأمر طبيعي جداً ويحصل في الكثير من جيوش وقوات الأمن على مستوى العالم.
محاولة مسؤولي سلطة الجولاني وراء هذا التبرير هو للتستر على العقيدة المتطرفة التي يحملها نسبة كبيرة جداً من قوات الأمن العام، فالقضية لا تتعلق فقط بعنصر هاجم دورية أمريكية في تدمر، بل بعقلية متطرفة داعشية جمعية يتبناها أغلب عناصر الأمن، هؤلاء العناصر نتاج تنظيمات جهادية متشددة وإرهابية، وكانوا منتمين سابقاً إلى تنظيم القاعدة وجبهة النصرة وتنظيم داعش وغيرها من الجماعات المتطرفة.
ورغم تبدّل المسميات والواجهات، ما زالت هذه العناصر تحمل أفكاراً راديكالية متجذّرة ولم يخضعوا لأي قطيعة فكرية حقيقية مع هذا الإرث الدموي.
ما حصل من مجازر بحق الطائفة العلوية، وفي السويداء بحق أبناء الطائفة الدرزية والتي تسببت بمقتل الآلاف من المدنيين بينهم أطفال ونساء، إلى جانب عمليات السبي وبيع النساء في أسواق النخاسة بعد التوجه بهم إلى سجون إدلب وبيعهن إلى الداخل التركي، وفق تقارير حقوقية دولية، يؤكد بشكل قاطع أنَّ عناصر الأمن العام لم يغيّروا قناعاتهم، بل بدّلوا أزياءهم فقط، ولا تزال الأفكار الجهادية الإرهابية تحكم سلوكهم وتوجّه قراراتهم.
في المحصلة، فإن عناصر الأمن العام الذين يحملون الفكر الداعشي، لا يتعلق خطورتهم فقط بفئة أو مكون محدد من الشعب السوري، بل المجتمع السوري بأكمله الأمر الذي يجعلها قنبلة موقوتة يهدد حياة السوريين كاشفاً زيف ادعاءات سلطة الجولاني أنهم بنوا مؤسسة أمنية وطنية ضمن مشروع دولة حقيقي.




