الأخبارشمال وشرق سوريا

واشنطن تضغط على سلطة دمشق… اللامركزية جزء رئيسي من الحل وقسد والإدارة الذاتية مفتاحها

واشنطن والقوى الدولية ترى أن قسد والإدارة الذاتية مكون سياسي وعسكري لا يمكن تجاهله في صياغة الحل السوري

(شبكة دار نيوز الإعلامية ـ آريام صالح)

تشهد الآونة الأخيرة زيادة في الضغوط الأمريكية على سلطة دمشق لاتخاذ خطوات عملية في إطار المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية للقبول بمبدأ اللامركزية كجزء من أي حل سياسي مستقبلي وسط ما تشهده العديد من المناطق في سوريا حالة من الفوضى والانتهاكات التي تقوم بها سلطة الشرع.

في شمال وشرق البلاد، التي تديرها سياسياً الإدارة الذاتية ممثلةً بمجلس سوريا الديمقراطية، وعسكرياً، قوات سوريا الديمقراطية منذ أكثر من عقد. حيث نموذج ديمقراطي تعددي يحتضن جميع المكونات والأديان والأثنيات أثبت قدرته على أن يُعمم ذلك على سائر التراب السوري لفرض الأمن والاستقرار التي تفتقده بقية المناطق منذ 15 عاماً وحاجة البلاد الماسّة إلى هذا النموذج الحي والخبرات التي تمتلكها خلال هذه المدّة.

في ضوء ذلك، ترى الولايات المتحدة الأمريكية وقوى دولية وإقليمية أن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية هما مكوّن سياسي وعسكري ولاعب بارز لا يمكن تجاهله في صياغة الحل السوري الذي طال أمده. لذا تؤكد هذه الدول على ضرورة إشراكهما وتضمينهما في مستقبل سوريا كونها تمثل جزءاً مهماً من الواقع السياسي والعسكري في سوريا.

دمج قسد في الجيش السوري المستقبلي

تطالب الولايات المتحدة بأن تكون قوات سوريا الديمقراطية جزءاً من هيكلة الجيش السوري المستقبلي. يأتي هذا الاقتراح ضمن إطار عملية إعادة بناء المؤسسة العسكرية، حيث ترى واشنطن أن دمج قسد سيساهم بشكل فعال في تعزيز الوحدة الوطنية والاستقرار العسكري في البلاد.

الاعتراف بالإدارة الذاتية كواقع قائم

تشدد الولايات المتحدة على أن تدرك سلطة دمشق أن الإدارة الذاتية باتت واقعاً قائماً بدعم دولي وإقليمي. وإن إنكار هذا الواقع واي محاولة لتهميش هذه القوى يعطل أي حل سياسي شامل، ويزيد من تعقيد الأزمة السورية والجهود الرامية إلى ذلك. لذا، فإن الاعتراف بالإدارة الذاتية سيكون خطوة ضرورية نحو تحقيق حل سياسي مستدام في سوريا.

التوجه الدولي نحو حل سياسي لا مركزي

من الواضح أن واشنطن والقوى الدولية لم تترك أمر المفاوضات بين “قوات سوريا الديمقراطية” وسلطة دمشق تائهة وفوضوية مثلما تريد الأخيرة اتباعها والمراوغة في التنصل أو تأخير تنفيذ اتفاقية العاشر من آذار، بل تسعى واشنطن إلى الإسراع باستئناف التفاهمات للوصول إلى النقطة المنشودة من قبل قسد “الإدارة الذاتية”.

هناك توجه دولي متزايد نحو حل سياسي لا مركزي في سوريا. يهدف هذا التوجه إلى ضمان حقوق جميع المكونات السورية، مع الحفاظ على وحدة البلاد. كما يدعو إلى توزيع أوسع للسلطات، مما يساهم في تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي في سوريا.

الضغوط الدولية، وخصوصاً الأمريكية، تتجه نحو دعم اللامركزية كإطار يوفر حلاً سياسياً شاملاً للأزمة السورية. هذه الضغوط برزت نتائجها مؤخراً على الأرض من خلال تصريح وزير خارجية سلطة دمشق، أسعد الشيباني، وذلك خلال حوار أجرته معه مجلة المجلة. الشيباني تطرق حول مسار المفاوضات مع قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، قال خلالها “نحن سرنا بالتنازلات أو بالتسهيلات للأخير (قسد)، نحن جاهزون لكل ما تريده

وأضاف “دائماً هناك مسألتان لدى الأميركيين، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، لدينا “قسد” حليف الأميركيين.

ويعكس تصريحات الشيباني، أن واشنطن تواصل ضغطها على سلطة دمشق وتدفع بها لقبول اللامركزية مع إشراك فعلي وعملي لحليفتها قسد والإدارة الذاتية لإدارة شؤون البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى