الأخبارشمال وشرق سوريا

«فتـ ـنة دير الزور» مُخطّط رباعي صُيّغ في أستانة ولكن العشائر العربية أفشلته

 

«مركز الأخبار – شبكة دار نيوز الإعلامية»

وائل الغانم

رغم المحاولات الكثيرة التي سعت إليها كل من روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري سواءً من خلال مخططات خبيثة فردية أو اتفاق هذه الأطراف مجتمعةً فيما بينهم بهدف ضرب الاستقرار في مناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي يشهد لها العدو قبل الصديق بأنها مناطق يحتذى بها سواءً على الصعيد السياسي أو الخدمي أو على صعيد الأمن والأمان ومروراً بالانضباط الكبير لدى قوات سوريا الديمقراطية التي يفوق عددها أكثر من مائة ألف مقاتل، إضافةً إلى قدرة الإدارة الذاتية على خلق نموذج فريد من نوعه وهو التآلف والتكاتف بين جميع مكونات شمال وشرق سوريا في وقت تشهد فيها المناطق المحتلة من قبل تركيا اقتتالات شبه يومية بين الفصائل المرتزقة وعمليات اختطاف وتعذيب للمدنيين والتعدي على شيوخ العشائر العربية في تلك المنطقة وإهانتهم، أما في مناطق النظام السوري حيث تعج سجونها بالمدنيين الذين لا حول لهم ولا قوة ويتعرضون للتعذيب والقتل داخلها بما فيها ترهيب المدنيين بشكل شبه يومي من قبل شبيحة الدفاع الوطني والفرقة الرابعة وجميع الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى الميليشيات الإيرانية.

لم تهدأ هذه الأطراف في سعيها الدؤوب لإحداث الفتن بين مكونات شمال وشرق سوريا خاصةً وأنهم فشلوا في سحب شيوخ العشائر العربية إلى صفوفها نظراً لأن أغلبية العشائر اختارت التحالف مع الإدراة الذاتية ولم يأت هذا التحالف عن عبث، فالعشائر العربية كانت لها تجربة مريرة حالها كحال الكرد قبل الاحتجاجات السورية التي كان مهمشة من قبل النظام السوري وكانت تنظر لها الأخيرة نظرة دونية ولا يعتبرهم سوريين بل مواطنون من الدرجة الخامسة وكانت تفتقد مناطقهم على هذا الأساس للمشاريع الاقتصادية والبنى التحتية، هذه العشائر عاصرت سيطرة الاحتلال التركي ومرتزقته وشاهدوا سطوة فصائل الجيش الوطني التي لم تختلف عن النظام السوري وعدم احترامهم واعتقال شيوخهم ووجهاء عشائرهم وإهانتهم بعكس الإدارة الذاتية التي أعطت العشائر العربية والمكونات الأخرى مكانتها المميزة لكونها تعبر عن أصالة السوريين والفيسفساء السورية.

ما حصل مؤخراً في دير الزور مرتبط بصلة وثيقة عما أُحيك مسبقاً وقد أُعد هذه الفتنة في أستانة بين روسيا وإيران وتركيا والنظام السوري وذلك لإثارة الفوضى وخلق صراع مزيف بين مكونين طالما كانا يتعايشان في سلام.

واتفقت هذه الأطراف على استخدام مصطلح العشائر على عناصر الدفاع الوطني التابع للنظام السوري والميليشيات الإيرانية الذين دخلوا الضفة الأخرى لنهر الفرات بهدف اللعب على الوتر العاطفي والقومي لدى العشائر العربية وذلك لتمرير مخططاتهم الخبيثة بسهولة وقد أثبتت التحقيقات والمعلومات الدقيقة وتسجيلات الصوت بالإضافة إلى مقاطع الفيديو وجود تعاون وثيق بين أبو خولة وإبراهيم العقل مع النظام السوري وإيران ومرور قيادات الأخيرة إلى ذيبان وغيرها للقتال تحت مسمى العشائر.

النظام السوري ساهم في تصعيد الصراع بدير الزور بتبني الحراك الذي حصل باسم «جيش / قوات العشائر»، كما أن التصريحات التي وردت عبر وزرائه وشخصياته الموالية في الإعلام كانت تؤجج الوضع للاستفادة من الحراك وتأجيجها لتتسلح و تتوسع.

كما أن مهمة تركيا في هذه الفتنة هو أيضاً دفع مرتزقتها إلى جانب جبهة النصرة المصنفة على قوائم الإرهاب العالمية للهجوم على مناطق الإدارة الذاتية تحت المسمى نفسه ألا وهو «قوات العشائر» وذلك لإشاعة الفوضى والبلبلة وإحداث تغيير في المنطقة لمصلحتها، ولكن وعي العشائر العربية أفشل هذا المخطط الخبيث الذي كان يهدف لإراقة المزيد من الدماء وتخريب المناطق التي تعيش منذ سنوات في حالة أمن على الأقل بالنسبة للمناطق الأخرى.

ادعاء أطراف أستانة والترويج الإعلامي أيضاً لها بأن قسد قوة غريبة عن المنطقة كان بهدف تأجيج الوضع بشكل أكبر فـ «قسد» لا تصر على السيطرة على المناطق في شمال وشرق سوريا بمعنى السيطرة، لأنها ليست فصيلاً خارج المجموعة البشرية التي تسكن المنطقة، بل هي قوة مشكلة من عناصر عربية وكردية وآشورية وتضم مكونات أخرى وبالتالي فإن أبناء المنطقة يديرونها بنفسهم… وفي المحصلة فإن الإدراة الذاتية بات أمراً واقعاً وحقيقة لا يمكن تجاهلها وهي نواة سوريا المستقبل ومثال يحتذى به على جميع الأصعدة ولديها رصيد غني في الحريات الدينية والقومية والأثنية.

DAR NEWS

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى