
يتكرر في خطابات نظام الجولاني والدائرة المحيطة به، سواءً وسائل الإعلام التابعة له أو بعض الأشخاص المأجورين المرتبطين به التأكيد على أنه يمثل الأغلبية في سوريا. هذه الادعاءات غالباً ما تُستخدم لتعزيز شرعية النظام في أعين المجتمع الدولي وتبرير سياساته الداخلية.
المسيرات الأخيرة والإقبال الشعبي
المسيرات الأخيرة التي خرجت لدعم نظام الجولاني، والتي كانت تهدف إلى إظهار الدعم الشعبي له، كشفت عن حقيقة مغايرة. فقد أظهرت هذه المسيرات أن هناك شريحة كبيرة جداً من السوريين حتى من أبناء الطائفة السنية لا تؤيد هذا النظام، بل تعارض سياساته وتطالب بالتغيير وإسقاط هذا النظام نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية بشكل كبير، إضافة إلى ماضي وحاضر هذا النظام الإرهابي والذي لا يتقبله السوريين.
تحليل الوضع السكاني في المسيرات
من المهم دائماً تحليل الأعداد والبيانات بشكل دقيق لفهم الأحداث الجارية وتحليلها بموضوعية. في هذا السياق، سنتناول تحليل الأعداد المقدّرة للمشاركين في مسيرات مدينة حمص ومدى تأثيرها على الساحة السياسية
وفقاً للتقديرات المذكورة، تشير الحسابات إلى أن عدد المشاركين في المسيرة لا يتجاوز 15 ألف شخص. إذا اعتبرنا أن الكثافة هي 3 أشخاص لكل متر مربع، فإن هذا العدد يمثل نسبة ضئيلة جداً من سكان حمص، حيث لا يصل إلى 1% من إجمالي السكان. بالإضافة أن بعض الذين خرجوا لم يكن بغرض دعم الجولاني وإنما احتجاجاً على القصف الإسرائيلي على بيت جن.
على الجانب الآخر، لا يبدو الوضع في دمشق مختلفاً كثيراً، حيث تشير الصور إلى أن نسبة المشاركين في المظاهرات في مناطق مثل ساحة الأمويين وشارع النصر لا تتجاوز 0.25% من سكان دمشق، مما يؤكد ضعف التأييد الشعبي.
وفقاً لحجم المسيرات الداعمة لنظام الجولاني في مختلف المحافظات، يتضح بشكل قاطع إلى أن نسبة التأييد للحكومة لا تتجاوز 2.19%، وهو ما يمثل تحدياً كبيراً لنظام الجولاني في تحقيق شرعية شعبية واسعة. هذه النسبة المنخفضة تشير إلى أن هذا النظام، التي وُصفت بأنها حكومة أغلبية، لا تملك الجرأة لخوض انتخابات حقيقية قد تكشف عن ضعف تأييدها الشعبي.
استناداً إلى هذه البيانات، يبدو أن التأييد الشعبي لنظام الجولاني محدود للغاية، لهذا لا يريد نظام الجولاني الاصغاء إلى مطالب الإدارة الذاتية والعلويين والدروز في إجراء انتخابات شرعية، لأنها لا تجرؤ على خوضها ولو كان الجولاني واثقاً من حصوله على نسبة بسيطة و لو 10% لما تردد بإجرائها.الا أنه يدرك أن الفشل الذريع ينتظره لأسباب كثيرة، فالشعب السوري بمختلف مكوناته وأطيافه وحتى نسبة كبيرة من السنة تعارضه والسبب الأول والرئيسي لكونه إرهابي وسيطر على الحكم في دمشق مع نظامه الإرهابي.




