الأخبار

مع اقتراب الشتاء… النظام السوري فرض الحصار على منطقة الشهباء وحيّي الشيخ مقصود والأشرفية

يصارع مهجّري منطقة عفرين المتواجدين في منطقة الشهباء بريف حلب الشمالي وأهالي المنطقة الأصليين، إضافة إلى حيّي «الشيخ مقصود والأشرفية» (ذو الغالبية الكردية) بمدينة حلب معاناة جديدة مع اقتراب فصل الشتاء وسط الحصار الذي يفرضه مجدداً النظام السوري.

ومع كل شتاء يُشدّد النظام السوري الحصار على المناطق الآنفة الذكر ويمنع دخول المحروقات إلى جانب الأدوية وغيرها من مستلزمات الحياة المعيشية الضرورية الأمر الذي يُسبّب كارثة بحق المدنيين ويؤدي في بعض الأحيان إلى حالات وفاة خاصةً بين فئة الأطفال وكبار السن.

وبدأ المجلس العام التابع للإدارة الذاتية في تلك المناطق بتوزيع مازوت التدفئة على الأهالي بمقدار 100 ليتر لكل عائلة وذلك وفق الإمكانيات المتوفرة من احتياطي المحروقات، بسبب الحصار المفروض من قبل ميليشيا الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري في تلك المناطق.

ولكن عملية التوزيع توقّفت حالياً واقتصر على عدد من الكومينات في حي الشيخ مقصود (غربي وجامع معروف) أي أنه نسبياً يقدّر عدد العائلات التي لم تحصل على مازوت التدفئة بـ 70%.

ورغم أن الحواجز تحصل على نسبة 50% من كمية المحروقات التي تدخل هذه المناطق إلا أنها ومع كل شتاء تضع العراقيل وتشدّد الحصار تماشياً مع التنسيق والمصالح المشتركة التي تجمعها مع الاحتلال التركي في التضييق أمثر وأكثر على الكرد.

ولا يقتصر الأمر على هذا فقط، فحواجز النظام السوري التي تُحيط بهذين الحيّين تفرض أيضاً مبالغ مالية على المدنيين الحاصلين على مادة المازوت من خلال البطاقة الذكية المدعومة من قبل النظام نفسه، كما أنها وفي حالات كثيرة تمنع دخولها على الرغم من أن البطاقة الذكية تابعة لها.

ويوم الواحد والعشرين من شهرِ كانون الأول 2023 أودى الحصار الذي فرضه النظام السوري بحياة الطفل “وسام سيدو” البالغ من العمر أربعة أعوام نتيجة البرد القارس، وأكد تقرير طبي على أن سبب الوفاة هو معاناة الطفل من ارتفاع شديد بدرجة الحرارة أدى لاختلاج ومن ثُم توقف القلب.

والطفل “وسام” من أهالي عفرين المهجرين بعد سيطرة تركيا عليها عام 2018، حيث توجهت عائلة “وسام” آنذاك لحي الشيخ مقصود أملاً بحياة آمنة تحمي أطفالهم وخاب الظن لما يعانيه الحي ومناطق الشهباء من حصار خانق.

والعام الفائت توفيت طفلة تبلـغ من العمر 3 سنوات نتيجة إصابتها بـ «التهاب أمعاء شديدة» وعدم قدرة عائلتها على علاجها بسبب الحصار الذي فرضه النظام السوري.

وبداية العام الجاري، قالت منظمة العفو الدولية إنه يتعين على قوات النظام السوري رفع الحصار المفروض على المدنيين في حيي الشيخ مقصود والأشرفية ذات الأغلبية الكردية شمالي حلب.

ووصفت المنظمة في تقريرها الصادر، حصار قوات النظام للمنطقة بالوحشي، مؤكدة أنه يعيق إمكانية حصول السكان على الوقود وغيره من الإمدادات الأساسية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى