الأخبار

استمرار القصف التركي على الشهباء والنظام السوري يزيد من الحصار المفروض وسط ارتفاع عدد الوفيات وندرة الأدوية

يعاني سكان منطقة الشهباء وغالبهم من المهجرين قسرا من مدينة عفرين جراء القصف التركي المستمر الذي يستهدف القرى والبلدات بريف حلب وهو مايفاقم المآسي الإنسانية وسط ظروف اقتصادية صعبة

وتنتشر في المنطقة خمسة مخيمات يقطنها الالاف من النازحين الذين تم تهجيرهم قسرا من منازلهم في مدينة عفرين وهؤلاء يعانون كذلك جراء استمرار القصف المدفعي والصاروخي التركي المتكرر كما ويعانون من الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري حيث هم ممنوعون من التوجه لمدينة حلب حتى وإن كان بسبب العلاج.

حصار خانق يغرضه النظام السوري :
تقوم حواجز النظام السوري بفرض ضرائب باهظة على شاحنات المواد الغذائية التي تُرسل إلى النازحين في منطقة الشهباء إضافةً إلى فرض الضرائب على مختلف السلع، والوقود مما يُساهم في ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

مصادر محلية كشفت ان حاجز جهاز المخابرات الجوية التي يُشرف عليه العميد” سهيل الحسن ” المدعوم من قبل المخابرات الروسية يفرض ضريبة تصل الى 3 مليون ليرة سوريا على كل شاحنة وقود، وأنه يقوم بعرقلة إدخال شاحنات الوقود إلى مناطق الشهباء الذي يقطن فيها ما يزيد عم 200 ألف من مهجّري مدينة عفرين. وأن الحاجز منع عدة مرات دخول صهاريج المازوت، البنزين مدة أسابيع وهو ما يسبب ازمة في المرور، وتشغيل الافران ومحطات المياه والكهرباء وهذا بدوره يؤثر سلبا على الاهالي والنازحين.

كما وانه يتم اغلاق معبر المسلمية أمام دخول المساعدات الإنسانية والوقود مع اقتراب فصل الشتاء وهو ما يفاقم أزمة ومعناة الناس.

كما وتمنع حواجز تابعة للحكومة السورية المرضى والجرحى من الخروج من منطقة الشهباء إلى حلب للعلاج أو إجراء العمليات الجراحية الطارئة مما تسبب بوفاة العشرات منهم، لافتقار المشفى الوحيد في المنطقة للكوادر والأجهزة الطبية اللازمة لمعالجتهم.

وينقل أحمد سليمان وهو عضو في المجلس التنفيذي لإقليم عفرين التابعة للإدارة الذاتية تأكيدا أن السياسة التي يمارسها “النظام السوري” تصب في مصلحة “الاحتلال التركي” ومن سماهم ب “المرتزقة”..

وبحسب أحمد سليمان، يمنع النظام السوري مرور المساعدات الإنسانية، ومادة الطحين والمازوت، عبر حواجزها إلا بعد فرض ضرائب باهظة، تصل إلى سبعة ملايين ليرة سورية على كل شاحنة أو صهريج، وتبقى المواد مُعرضة لأشعة الشمس لساعات طويلة ما يؤدي إلى تلفها.

ونوّه سليمان إلى أن النظام السوري يمنع مرور الأطباء المختصين من حلب إلى الشهباء لمعالجة المرضى، ويمنع في الوقت نفسه خروج المرضى والجرحى من مقاطعة الشهباء إلى حلب لتلقي العلاج، مما يؤدي إلى وفاة العشرات من أهالي عفرين.

وشدّد سليمان على أن النظام يعرقل مرور الشاحنات المحملة بالأدوية إلى مقاطعة الشهباء إلا بعد دفع “الرسوم” كما يدعون.
ودعا أحمد سليمان النظام السوري لإعادة النظر في سياسته التي لا تعتبر أهالي عفرين جزءاً من الشعب السوري، وطالب النظام السوري بفتح الطريق أمام المساعدات والمواد الطبية لتعبر إلى مقاطعة الشهباء.

ونقل عن المواطن سلام إيبو من أهالي عفرين والقاطن حالياً في مخيم سردم إن “النظام السوري يفرض منذ نزوحنا إلى مقاطعة الشهباء حصاراً خانقاً، ويمنع مرور المواد والمساعدات والأدوية إلينا”.

ويرى إيبو إن هذه السياسة تخدم تركيا ومسلحيها الذين يريدون كسر مقاومة أهالي عفرين.

ويوضح المواطن أحمد علو إن “الحصار الذي يفرضه النظام السوري أدى إلى وفاة العشرات من الأهالي الذين لا يستطيعون الوصول إلى حلب لتلقي العلاج كما لا يسمح النظام بعبور الأدوية إلى المنطقة”.

وتنتشر 5 حواجز تابعة للحكومة السورية على الطريق الواصل بين منطقة الشهباء ومناطق سيطرة النظام، على الأهالي دفع مبالغ مالية باهظة إذا ما أرادوا العبور إلى مدينة حلب أو غيرها لتلقي العلاج.

ضرائب:
على الطريق الواصل بين منطقة الشهباء ومناطق سيطرة القوات الحكومية السورية توجد 5 حواجز يتبعون للفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الاسد ؛ شقيق الرئيس السوري. كل واحد من هذه الحواجز تفرض مبالغ مالية تصل إلى مليون ونصف مليون ليرة سورية، على كل شاحنة محملة بالمساعدات الغذائية قادمة من مناطق شمال شرق سوريا إلى الشهباء و 3 ملايين على شاحنات الوقود، و 7 ملايين ليرة سورية على شاحنات الأدوية.

50 حالة وفاة
تعرقل حواحز النظام وصول المرضى والجرحى إلى مدينة حلب أو منبج لتلقي العلاج والحالات الأسعافية مما تسبب بوفاة أكثر من 70 شخصٍ بحسب مصادر طبية.

كما وتمنع حواجز النظام السوري، مرور الأطباء من حلب إلى الشهباء لتقديم العلاج للمرضى حيث يوجد مشفى واحد “مشفى آفرين” وهو غير مجهز لإجراء العمليات الدقيقة والصعبة كما وتتواجد ستة نقاط تابعة لهلال الأحمر الكردي التي تقدم اسعافات أولية وتشرف على برامج اللقاح والأمراض الموسمية.

غير مسموح بالمغادرة:
ترفض حواجز النظام السوري عبور أية سيارة مدنية أو باص يحمل ركاب إن كان قيد نفوسهم وتولدهم مدينة عفرين، فقط يسمح لمن هم من سكان حلب بالمغادرة، هذا الأمر يدفع بالعديد من نازحين عفرين للجوء لمهربين للوصول إلى مدينة حلب أو مدينة منبج ودفع مبالغ مالية كبيرة قد تصل إلى 2000 $ للوصول لعوائلهم أو السفر معهم نتيجة الظروف الصعبة في مخيمات الشهباء أو بغرض الالتقاء بابنائهم / لم شمل أو لغرض العلاج والدراسة.

ويُنظم أهالي عفرين المُهجرين قسراً إلى مناطق الشهباء أنفسهم ضمن 132 كوميناً، و4 مجالس و3 بلدات، و 8 هيئات للإدارة الذاتية تعتبر بمثابة حكومة محلية.

في النواحي تم تشكيل: 21 كومين في ناحية أحداث، ناحية بابنس 13 كومين، ناحية فافين 18، ناحية أحرص 26، ناحية تل رفعت 13 كومين وناحية شيراوا 13 كومين.

في المخيمات: شُكّل في مخيم برخدان 14 كوميناً، مخيم العودة كومين واحد، مخيم سردم 11 كومين، مخيم عفرين كومين واحد، ومخيم الشهباء كومين واحد.
وبالإضافة إلى الكومينات هناك مجالس النواحي، في كل من تل رفعت، أحداث، أحرص وناحية شيراوا.

ويتضمن كل كومين 10 لجان منها “الإغاثية والصحة والتدريب والبلدية والمرأة والصلح والشبيبة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى