الأخبارالمناطق المحتلةعفرين

خطّة الاسـ ـتخبارات التركيّة في عفرين… تحـ ـريض الفصائل لارتكاب المـ ـجـ ـازر ضدَّ الكُرد

خطة لإثارة الصراعات وتحريض المجموعات المسلحة المرتزقة ضد أهالي

(مركز الأخبار ـ شبكة دار نيوز الإعلامية)

منذ أن احتلَّت تركيا رفقة فصائل مرتزقة الجيش الوطني السوري منطقة عفرين الكُردية في الـ 18 مارس / آذار 2018 وهي لا تتوانى عن حبك المخطّطات ضدَّ الكُرد. هذه المخطّطات تستهدف تغيير ديمغرافية المنطقة عبر تتريكها بالدرجة الأولى وتعريبها بالدرجة الثانية بحيث وإن تبقَّ أي وجود للكُرد لا يتخطّى مجرّد كونهم أقليَّة قوميّة ولا تتجاوز نسبتهم حاجز الـ 35 بالمئة وفق تصريحات سابقة لرئيس دولة الاحتلال التركي.

اعتمد الاحتلال التركي في تطبيق هذه السياسات الخبيثة على عمليات القتل الممنهجة ضدّ الكُرد سواءً عبر القتل المباشر أو عن طريق عمليات التعذيب التي أفضت إلى الموت، إلى جانب خطف آلاف المدنيين وفرض إتاوات كبيرة ومصادرة أراضيهم واقتلاع وحرق أشجارهم وطردهم من منازلهم بالقوّة.

بعد مرور سبعِ سنوات على الاحتلال و تزامناً مع سقوط نظام الأسد البائد، تأمّل الكُرد بالعودة الآمنة والكريمة إلى منطقتهم على غرار عودة السوريين من مختلف المحافظات إلى مدنهم وبلداتهم، لكنهم اصطدموا مُجدداً بواقع مرير ألا وهو بقاء منطقتهم على غرار منطقتي سري كانيه وكري سبي على حالهم دون بقيّة المناطق في سوريا. فتركيا لا تزال محتلّة لمنطقتهم والفصائل المرتزقة لا تزال متواجدة وتمارس عملها في الإجرام بحق الكُرد هناك.

في الآونة الأخيرة، وقّع القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية الجنرال مظلوم عبدي، ورئيس المرحلة الانتقالية السورية أحمد الشرع اتفاقاً مشتركاً حول عدّة بنود، ففيما يتعلّق بعفرين فإن الاتفاق يقضي بخروج الاحتلال التركي ومرتزقته ليتسنّى للمهجّرين الكُرد من العودة إليها بضمانة حقيقية تكون الإدارة الذاتية جزءًا منها لتزيل عنهم مرارة السنوات من التهجير القسري. لكن الحكومة السورية الانتقالية لم تلتزم بهذا الاتفاق بل ذهبت لأبعد من ذلك مدعيّةً أنَّ منطقة عفرين باتت آمنة ويُمكن للمهجّرين بالعودة إليها.

مع الحديث عن توقيع الاتفاق بين الجنرال مظلوم عبدي وأحمد الشرع، قرّر بعض المهجّرين الكُرد العودة إلى عفرين، لكن عمليات الخطف والتعذيب وفرض الإتاوات المالية كانت بانتظارهم، لكن الأخطر من ذلك هو قيام الاستخبارات التركية بوضع خطّة مُحكمة مع عدد من قيادات الفصائل المقربين منها بشكل كبير بهدف منع أي مُهجّر كُردي من العودة، بل وإخراج ممن هم أصلاً في المنطقة.

تفاصيل المخطّط

أعدّت الاستخبارات التركية خطة لإثارة الصراعات وتحريض المجموعات المسلحة المرتزقة ضد أهالي عفرين، بهدف البدء بمجزرة في عفرين. وكان هدف هذه الخطة منع مهجّري عفرين من العودة إلى منطقة عفرين. وعلى هذا الأساس خطّطت الاستخبارات التركية لقتل أعضاء فرقة المعتصم في قرية جومكة بريف عفرين.

ووفقاً للمعلومات التي حصلت عليها “شبكة دار نيوز الإعلامية” من مصادر خاصّة، تُفيد بأنَّ عضو جهاز الاستخبارات التركي الذي أعدَّ هذه الخطة هو بيرقدار أبو حيان، وهو جنرال ويعيش في مدينة مارع بريف حلب الشمالي.

ولفتت المصادر أنَّ المجموعة التي خطّطت ونفّذت هذه العملية هم:
– محمد ضاهر معروف بأبو إسكندر. قيادي في مجموعة فرقة المعتصم. هذا الشخص قريب جدًا من الاستخبارات التركية. وقد نفّذ في السابق العديد من عمليات الاغتيال. ومن المعروف الآن أنه ضابط الأمن في فرقة المعتصم.
– فاروق أبو بكر. اسمه الحقيقي علاء الدين أيوب، وهو مسؤول في فرقة المعتصم. هذا الشخص قريب جدًا من الاستخبارات التركية. وقد سبق له أن نفّذ عمليات اغتيال في العديد من القضايا. وعلى وجه الخصوص مقتل أحد قادة هيئة تحرير الشام المدعو أبو البراء. كما عمل على تجنيد أعضاء من المرتزقة الذين يعبرون إلى أفريقيا خدمة للمصالح التركية.

ـ أبو حيدر عفر. وهو قائد في فصيل مرتزقة العمشات. هذا الشخص قريب جدًا من الاستخبارات التركية. وقد نفذ في السابق العديد من عمليات الاغتيال.

– محمد دهمان. وهو عضو في فصيل مرتزقة العمشات. هذا الشخص ينتمي إلى خلية قتل تابعة لجهاز الاستخبارات التركي (MIT). وقد نفّذ في السابق العديد من عمليات الاغتيال. وقد تم تكليفه على وجه التحديد بقتل اثنين من القادة التابعين لهيئة تحرير الشام. وكان من بينهم أبو أحمد زكور، لكن اغتياله تأجل بعد انشقاقه عن هيئة تحرير الشام.

– طاهر حمدوش هو عضو في مرتزقة الحمزات. هذا الشخص قريب جدًا من الاستخبارات التركية. وقد نفّذ في السابق العديد من عمليات الاغتيال.

ونفّذت هذه المجموعة بتخطيط مباشر من قبل الجنرال بيرقدار أبو حيان في الـ27 أبريل / نيسان الفائت عملية استهدفت مقر لفرقة المعتصم في قرية جومكة بريف عفرين، أسفر بحسب مصادر ميدانية عن مقتل عنصرين وإصابة أربعة آخرين.

الذباب الالكتروني والتحريض

وبعد تنفيذ هذه العملية، بدأ الذباب الالكتروني التابع للاستخبارات التركية بنشر معلومات تدّعي أن عناصر من قسد وأهالي عفرين هم من يقفون وراء ذلك، والهدف هو استكمال تفاصيل المخطط الخبيث عبر تحريض الفصائل المرتزقة والمستوطنين ضدَّ أهالي عفرين في الداخل وإفساح المجال أمامهم لارتكاب مجازر بحق الكُرد كمبرر وردّة فعل طبيعية على غرار سيناريو ما حصل في الساحل السوري بحق أبناء الطائفة العلوية، وبهذه الطريقة فإنهم يُرسلون رسالة لمهجّري عفرين “إن فكّرتم بالعودة إلى عفرين فهذا ما سيحصل لكم”.

وبالفعل، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و “تيلغرام” منشورات هدّدت فيها أهالي عفرين الأصليين (الكُرد) بأنهم سيقومون بذبح الكبير والصغير كما فعلوا في الساحل السوري داعين إلى القيام بذلك دون أي تصوير، حتى وأثناء تشييع القتلى الذين قُتِلوا على يد الاستخبارات التركية وبعض قيادات الفصائل، فقد خرج أحد الشيوخ المنافقين من المستوطنين وهو يُلقي بكلمات تحريضية ضدَّ الكُرد بأنهم وراء ذلك.

ووفقاً لما جرى من إعداد وتنفيذ هذه الخطة ومدى فشل الأولى، فمن الواضح أن الاستخبارات التركية لن تتوانى عن إعداد مخططات جديدة يكون فيها الكرد في عفرين مستهدفين وسط مخاوف كبيرة من تعرضهم لمجازر والهدف هو ضمان بقاء الاحتلال التركي في عفرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى